حذّرت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية من مغبة الإهمال الاستراتيجي لإيران في عام 2023.
وبحسب مقال لـ «أندريا ستيكر»، سيؤدي الإهمال الاستراتيجي إلى نتائج أسوأ بكثير، إذ يقتل نظام الملالي الأبرياء في الداخل، ويساعد روسيا على قتل الأوكرانيين في الخارج، ويمضي قدمًا نحو التسلح النووي.
إهمال استراتيجي
وتابع المقال: حذَّرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية في أوسلو هذا الأسبوع من أن نظام الملالي يستعد لإعدام ما يصل إلى 100 إيراني على خلفية احتجاجهم على النظام.
وأضاف: في غضون ذلك، تستمر أنشطة إيران النووية غير المشروعة على قدم وساق، مما يجعل طهران أقرب إلى امتلاك قنبلة نووية.
وأردف: على الرغم من هذه التطورات، لا تزال سياسة إدارة بايدن تجاه إيران ترقى إلى مرتبة الإهمال الاستراتيجي.
ولفت إلى أن نهج عدم التدخل مع طهران اليوم لن يتطلّب سوى اهتمام الرئيس جو بايدن لاحقًا، لكن بتكلفة أكبر بكثير وقد تصل إلى المواجهة العسكرية.
ومضى يقول: تعتمد سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران حاليًا على الأمل في ألا تكثف طهران سلوكها الخبيث، إذ تركز واشنطن على أولويات أخرى مثل تسليح أوكرانيا، والتنافس مع الصين، ومجموعة من القضايا المحلية.
Russia's strategy to strike the Ukrainian electricity grid was largely developed by Iran's proxies in Yemen, writes Michael Horowitz. https://t.co/d0OuBIHvsG— National Interest (@TheNatlInterest) December 14, 2022
تحوّط غربي
ولفت المقال إلى أن الغرب يتحوّط في رهاناته، إذ يرى أنه إذا فشلت الانتفاضة الإيرانية، فإن الاتفاق النووي لعام 2015 مع طهران، المعروف رسميًا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة يظل خيارًا لرشوة طهران للامتناع مؤقتًا عن الاندفاع نحو الأسلحة النووية.
وتابع: يبدو أن الغرب غير مهتم بأن إحياء الصفقة سيضخ نحو تريليون دولار من العائدات لإيران بحلول عام 2030، مما يساعد النظام على إحكام قبضته على السلطة، وقمع شعبه، ومهاجمة جيرانه.
اعتراف أمريكي
وأردف الكاتب: إضافة إلى ذلك، اعترف بايدن بأنه لن يتحدّى التقدم النووي المتصاعد لإيران، الذي جعلها في وضع يسمح لها بصنع يورانيوم يستخدم في صنع عدة أسلحة ذرية في أقل من شهر.
وأضاف: اعترف الرئيس أمام الكاميرات بأن خطة العمل الشاملة المشتركة ماتت، لكن إدارته لن تعلن زوالها، قد يعتقد بايدن أن القيام بذلك من شأنه أن يدفع النظام إلى الاندفاع نحو العتبة النووية، لكن رد فعل طهران كان الاستمرار في التحرك نحو العتبة النووية.
"Iran's activities in the Middle East and Europe point to an increasingly interconnected conflict that allows Tehran to entrench its influence through violence," write Fatima Alasrar and Vahid Yucesoy. https://t.co/g95ebBbVzw— National Interest (@TheNatlInterest) December 29, 2022
أمل كامن
ولفت الكاتب إلى أن أوضح مؤشر على أن سياسة واشنطن تجاه إيران تعتمد على الأمل الكامن في إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة هو أن الإدارة لم تحاول إقناع فرنسا أو بريطانيا أو ألمانيا، التي لا تزال أطرافًا في خطة العمل الشاملة المشتركة، بالبدء في إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران.
وأشار إلى أن إدارة بايدن فشلت في تعلم بديهية أساسية لسياسة واشنطن الخارجية والاستراتيجية الكبرى، وهي أن تقليص القوة الأمريكية يترك خلفه الفوضى.
تحفظ واشنطن
وتابع الكاتب: يبدو أن تحفظ واشنطن على مساعدة الشعب الإيراني متجذر في الخوف من توريط الولايات المتحدة في مغامرات تغيير النظام الأجنبي الفوضوية.
وأردف: مع ذلك، إذا لم تحاول الولايات المتحدة على الأقل تشكيل نتائج إيجابية في إيران، فستفقد أفضل فرصة لها منذ سنوات لمساعدة الشعب الإيراني على طرد مضطهديه، الذين يمثلون المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.