شهد الذهب رحلة مضطربة في عام 2022 بسبب عدة عوامل سلبية أثرت على الأسواق، حيث أدت السياسة النقدية التيسيرية وضخ السيولة الهائلة وأسعار الفائدة المنخفضة في حدوث تضخم أدى إلى ارتفاع سعر المعدن في الأشهر الأولى من العام.
لكن في الأشهر التي تلت ذلك، لم يتمكن الذهب من التمسك بالمكاسب وبدأ في الانزلاق هبوطًا ليصل إلى أدنى مستوى عند 1615 دولارًا للأونصة بحلول سبتمبر بعد الارتفاع القوي للدولار وزيادة عوائد السندات الأمريكية نتيجة الارتفاع المطرد في أسعار الفائدة الرئيسية من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
أسعار الذهب في 2023
وإذا تساءلت إلى أين يتجه سوق الذهب في عام 2023؟، فمن المرجح أن تنخفض معدلات التضخم من المستويات المرتفعة الحالية بعد تشديد السياسة النقدية. ولكن في مرحلة ما، ربما في الربع الثاني أو الثالث، قد يضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى وقف رفع سعر الفائدة مؤقتًا لمواجهة مخاطر الركود التي تلوح في الأفق. وقد يقوم أيضًا بخفض سعر الفائدة إذا كان الوضع الاقتصادي يستدعي ذلك.
في هذه الحالة، سيضعف الدولار عن المستويات الحالية وتنخفض عوائد السندات، وهذا من شأنه أن يوجد خلفية مواتية لارتفاع أسعار الذهب، وفق ما ذكرت صحيفة "ذا هيندو"، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة "اليوم" أبرز ما جاء فيه.
أداء متباين
لذلك، بالنسبة للذهب، سيشهد عام 2023 أداءً متبايناً بين النصفين الأول والثاني، ففي النصف الأول، قد يستمر المعدن الأصفر في التعرض لبعض الضغوط في مواجهة تأثيرات عكسية من الدولار في علاقة عكسية بينهما، علاوة على عوائد السندات، والتضخم، وربما زيادتين إضافيتين لأسعار الفائدة. نتيجة لذلك، في النصف الأول من 2023، من المرجح أن يتم تداول المعدن الأصفر في نطاق 1750-1850 دولارًا.
ولكن في النصف الثاني مع انحسار الرياح المعاكسة وسيطرة عوامل الدعم الأخرى، قد يرتفع المعدن الثمين إلى مستويات 1800-1900 دولار.