أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أمس الثلاثاء، أن «الفراغ الرئاسي أمر مرفوض وخطير ويهدد جميع اللبنانيين في وطنهم المبني على أسس ثقافة المواطنة والعيش المشترك، موضحًا أنه غير مقبول في أي شكل من الأشكال أن يستمر لإلحاقه الضرر بجميع مكونات الشعب».
وشدد على أن «الحوار وترك المحاصصة والمصالح الذاتية هو المدخل والأساس في التفاهم للوصول إلى حل ينقذ لبنان من الانهيار الذي أصبح يحتل مساحة واسعة في مؤسساته».
تجارب "الشغور" السابقة
وأوضح المفتي "دريان" في تصريح، أن «التجارب السابقة في الشغور الرئاسي كلفت لبنان الكثير من تراجع الإنماء والتطور والتقدم والازدهار»، مناشدًا كل المخلصين والغيورين على وطنهم «التواصل والتلاقي والتشاور وإطلاق المبادرات البناءة التي تجمع ولا تفرق، فالوطن بحاجة إلى جهود كل أبنائه، للخروج من هذا النفق المظلم».
ودعا النواب في المجلس النيابي إلى «حسم إنجاز الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب فرصة ممكنة»، مطالبًا بأن «يكون انتخاب الرئيس بمواصفات رجل الدولة المحتضن لكل المواطنين والحريص على حقوقهم جميعًا وأن يكون خارج المحاور الإقليمية، وعلى ود وتعاون مع الأشقاء العرب والدول الصديقة والمحبة للبنان».
وأكد أن المؤسسات الدينية في لبنان بخير، والثقة التي حصلها المفتون المنتخبون في طرابلس وعكار وزحلة وراشيا وبعلبك الهرمل وحاصبيا مرجعيون، هي أمانة ومسؤولية ينبغي تعزيزها للنهوض بمؤسساتنا الدينية والوقفية والتربوية والصحية والاجتماعية للحفاظ على مجتمعنا بالتكافل ونشر قيم الإسلام السمحة.
"معوض" مرشح الأغلبية
من جهته، أكد النائب عن حزب «القوات اللبنانية» غسان حاصباني، أن «النائب المرشح للرئاسة ميشال معوض لا يزال مرشح غالبية المعارضة وأن أي قواسم مشتركة يمكن أن نصل إليها مع الأطراف الأخرى يجب أن تكون ضمن الخط السيادي والإصلاحات المطلوبة لإعادة لبنان إلى مكانه الطبيعي في المجتمعين العربي والدولي».
وحول حديث موفد حزب الله أمس من بكركي بألا فيتو على أي مرشح، سأل "حاصباني" في حديث إذاعي: «هل هذا الكلام يعني أنهم يوافقون على "معوض"؟ وبالتالي فليذهب الحزب إلى مجلس النواب ولينتخب، أو فلتكن هناك أسماء مطروحة للتصويت عليها لكي يتم انتخاب رئيس بشكل واضح».
"فيتو" الورقة البيضاء
واعتبر النائب عن حزب «القوات اللبنانية» أن من يخرج من كل جلسة بعد التصويت بورقة بيضاء هو بحد ذاته يضع «فيتو» على كل المرشحين.
وتوقع "حاصباني" أن تستمر المواجهة بين الرئيس نجيب ميقاتي ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على خلفية التموضع السياسي والانتخابي الرئاسي للأخير، الذي ترتبط عقدته بترشحه شخصيًا إلى رئاسة الجمهورية.
وأضاف: إنه من الصعب أن نرى إقناعًا لباسيل بانتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية، واصفًا ما تشهده لبنان اليوم بالمناورات والمناورات المضادة.
وقال في الختام: إن الفرج الرئاسي مرتبط باقتناع باسيل وفرنجية بأنهما ليسا المرشحين في هذه المرحلة.