في 3 يناير 2020، قُتل المدعو قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع لحرس الملالي، بواسطة غارة أمريكية استهدفته في مطار بغداد، وهو أحد أكبر الإرهابيين في تاريخ نظام خامنئي، ومتورط في مجازر لا حصر لها، راح ضحيتها مئات الآلاف من الأشخاص في المنطقة وشُرد إثرها الملايين من بلادهم العربية بواسطة ميليشياته الطائفية في تلك الدول.
نظام الملالي الإرهابي سعى للتظاهر بأن المدعو سليماني وجرائمه حظيت بدعم الشعب في إيران من خلال إطلاق مظاهرات وتعبئة حكومية منذ أيام في جميع أنحاء البلاد، وبدعاية واسعة النطاق.
رمز نظام الإرهاب
حاول خامنئي جعل نظامه يبدو وكأنه يتمتع بالشرعية وقاعدة جماهيرية مستقرة، حيث انتشرت صور وتماثيل الإرهابي سليماني، التي ترمز إلى الملالي وجرائمه، في جميع أنحاء البلاد، بينما استهدفت وحدات «مجاهدي خلق» المقاومة مجسمات الإرهابي القتيل، الذي يعد أحد رموز نظام خامنئي الوحشي القاتل.
في خضم ذلك، أحرق تمثال كبير لقاسم سليماني في عاصمة محافظة شهركرد من قبل وحدات المقاومة في 5 يناير 2022، بعد ساعات قليلة من إزاحة الستار عنه.
تولى اللواء في حرس الملالي قاسم سليماني، الذي كان يثق به خامنئي بشكل خاص، قيادة فيلق القدس الإرهابي في عام 1997.
من هذا التاريخ، لعبت تلك الميليشيا ولا سيما قائدها، دورًا خاصًا في دفع سياسات خامنئي، سواء في القمع الداخلي أو في الإرهاب والاغتيالات الخارجية.
قمع وقتل المتظاهرين
في إيران، تورط سليماني بشكل مباشر في قمع وقتل المتظاهرين والمنتفضين، في ديسمبر 2017 ويناير 2018، ونوفمبر 2019.
واعترف محمد علي جعفري، القائد السابق لحرس نظام الملالي الإرهابي، بدور سليماني في قمع الناس والطلاب وكتب في تغريدة له: خلال فتنة 1999 و2009، كان الحاج قاسم في مواجهة الثورة المضادة على أرضية الشارع واتخذ تدابير فعالة للسيطرة على انعدام الأمن وأعمال الشغب حسب ادعائه..
وكان سليماني القائد الرئيسي للمجزرة المنفذة بحق مجاهدي خلق الإيرانية في معسكر «أشرف» بالعراق، بما في ذلك المخطط الرئيسي لمذبحة 52 من أعضاء المنظمة العزل في 1 سبتمبر 2013.
وبحسب معلومات خاصة، فقد ذهب سليماني إلى العراق من أجل تنفيذ هذه المجزرة وخطط بنفسه وأشرف على العملية مع نوري المالكي، رئيس وزراء العراق في ذلك الوقت.
حروب خامنئي الخارجية
في 4 سبتمبر 2013، قدم سليماني تقريره عن هذه الجريمة ضد الإنسانية إلى مجلس خبراء النظام، والذي كان قيد العمل والتنفيذ في نفس اليوم.
كان الشخص الرئيسي في حروب خامنئي الخارجية وتصدير الأزمات إلى المنطقة، بما في ذلك ميليشيات في سوريا والعراق وحزب الله اللبناني والحوثي باليمن.
لم ينس الرأي العام العالمي، ولا سيما شعوب المنطقة، الجرائم التي ارتكبها ميليشيا القدس بقيادة سليماني، بما في ذلك مجزرة الأطفال والنساء في دول سوريا والعراق ولبنان واليمن.
ولعب، بأمر مباشر من خامنئي، دورًا رئيسيًا في إبقاء بشار الأسد في السلطة من خلال قتل الشعب السوري الأعزل، لا سيما بمجزرة مدينة حلب.
نشر الحروب الطائفية
في العراق، بعد احتلال هذا البلد، أصبحت جرائم قاسم سليماني لا حصر لها، ومن بينها قمع احتجاجات الشعب العراقي في 2011 و2013، وبدء نشر الحروب الطائفية، وقتل أهل السنة.
وقتل فيلق القدس تحت إمرة الإرهابي سليماني لمئات من قوات التحالف في العراق وجرح الآلاف من خلال مجموعاته المرتزقة والعميلة بقنابل وألغام متطورة صنعت في إيران.
وكشفت رويترز في 31 أكتوبر 2019 أن سليماني برر بنفسه قيام قوات الحكومة العراقية وقتها بقتل المتظاهرين العراقيين وتوجه إلى بغداد لهذا الغرض، ونفذ فيلق القدس أعمالًا إرهابية في عدد كبير من دول العالم، من أوروبا إلى جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.