عند معبر بريجانا الحدودي بين كرواتيا وسلوفينيا، أزالت الشرطة بعض اللافتات في منتصف الليل ورفعت حاجزًا للمرة الأخيرة قبل وضع لافتة كُتب عليها "حرية المرور مكفولة" في إشارة إلى نهاية عمليات التفتيش على الحدود.
وكانت هذه أولى خطوات انضمام كرواتيا فعليًا إلى منطقة شنغن الخالية من الحدود، إضافة إلى التخلي عن عملتها "كونا" لاعتماد اليورو عملة رسمية جديدة للبلاد، في 2023.
كرواتيا كانت جمهورية يوغوسلافية سابقة، خاضت حربًا من أجل الاستقلال في التسعينيات قبل أن تنضم إلى منطقة اليورو كأحدث الأعضاء عام 2013، لتصبح الدولة الـ27 في منطقة شنغن، والتي تسمح لـ400 مليون مواطن بالتنقل بحرية بين البلدان الأعضاء.
ومن المتوقع أن يؤدي دخول كرواتيا إلى منطقة شنغن إلى تعزيز صناعة السياحة، والتي تمثل 20%من الناتج المحلي الإجمالي وترحب بملايين الزوار كل عام، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية BBC.
ما منطقة شنغن؟
تُعد منطقة شنغن من أهم إنجازات المشروع الأوروبي الذي بدأ في عام 1985 كمشروع حكومي دولي بين 5 دول في الاتحاد الأوروبي: فرنسا وألمانيا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ، وتوسع تدريجياً ليصبح أكبر منطقة سفر مجاني في العالم.
شنغن هو اسم قرية صغيرة في لوكسمبورغ، على الحدود مع ألمانيا وفرنسا، حيث جرى توقيع اتفاقية تحمل اسم المدينة عام 1985.
الدول الأعضاء في منطقة شنغن
تغطي منطقة شنغن اليوم أكثر من 4 ملايين كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها ما يزيد على 420 مليون نسمة، وتشمل 27 دولة، هي: النمسا، بلجيكا، جمهورية التشيك، الدنمارك، إستونيا، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، المجر، أيسلندا، إيطاليا، لاتفيا، ليختنشتاين، ليتوانيا، لوكسمبورغ، مالطا، هولندا، النرويج، بولندا، البرتغال، سلوفاكيا، سلوفينيا، إسبانيا، السويد، وسويسرا، وكرواتيا.
ما مزايا منطقة شنغن؟
تسمح منطقة شنغن لأكثر من 400 مليون شخص بالسفر بحرية بين الدول الأعضاء دون المرور عبر ضوابط الحدود، يعبر كل يوم نحو 3.5 مليون شخص الحدود الداخلية للعمل أو الدراسة أو لزيارة العائلات والأصدقاء، ويقيم ما يقرب من 1.7 مليون شخص في إحدى دول شنغن أثناء العمل في دولة أخرى، وفقًا لموقع مجلس الاتحاد الأوروبي.
يقوم الأوروبيون بما يقدر بـ1.25 مليار رحلة داخل منطقة شنغن كل عام، ما يفيد أيضًا قطاع السياحة والثقافة بشكل كبير.
تجلب منطقة شنغن فوائد اقتصادية كبيرة لجميع المواطنين والشركات في الدول المشاركة فيها، تجرى تصميمه ليكون حجر الأساس للاتحاد الأوروبي والسوق الموحدة ككل.
شنغن والأمن في الاتحاد الأوروبي
يتمثل أحد الأهداف الرئيسية لمنطقة شنغن في حماية مواطنيها من خلال زيادة التعاون بين قوات الشرطة وسلطات الجمارك وسلطات مراقبة الحدود الخارجية لجميع الدول الأعضاء.
وقد جرى إدخال هذه الأشكال الجديدة من التعاون لتعويض أي خطر لحدوث عجز أمني ناجم عن إلغاء الضوابط الداخلية على الحدود.
هل يمكن إعادة فرض ضوابط الحدود داخل منطقة شنغن؟
قررت العديد من دول الاتحاد الأوروبي إعادة فرض ضوابط الحدود الداخلية بين عامي 2020 و2022 في أعقاب انتشار جائحة فيروس كورونا، كما جرت إعادة فرض الضوابط في ظروف أخرى، بما في ذلك في عام 2015، في أعقاب الهجمات الإرهابية أو زيادة تدفقات الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي.
كيف تتم حماية حدود منطقة شنغن؟
وضع الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه تدابير ملموسة لحماية أمن أوروبا وتعزيز الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وتشمل على سبيل المثال، إنشاء وكالة الحدود الأوروبية وخفر السواحل وتطوير نظام معلومات شنغن.
تستخدم السلطات في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي نظام معلومات السلامة للدخول أو الرجوع إلى التنبيهات حول الأشخاص والأشياء المطلوبين أو المفقودين، يحتوي النظام على ما يقرب من 91 مليون تنبيه، وفي عام 2019 استشارته السلطات أكثر من 6.7 مليار مرة.