مستشفيات ممتلئة بالمصابين المتزاحمين على أجهزة التنفس الصناعي، ودور جنازات غارقة بعد تزايد عدد الوفيات، مشاهد أصبحت معتادة في الصين بعدما تخلت عن سياسة "صفر كوفيد" الصارمة التي كانت تطبقها، فضلًا عن تخفيف إجراءات الحجر الصحي.
يتوقع خبراء الصحة الدوليون ما لا يقل عن مليون حالة وفاة في الصين هذا العام، لكن الصين أبلغت عن 5 وفيات أو أقل يوميًا منذ تحول السياسة.
كان لدى الصين بعض من أصعب شروط الدخول للأشخاص القادمين من الخارج، أبرزها الحجر الصحي الإلزامي لمدة 5 أيام لجميع الوافدين، لكنها ستظل تتطلب اختبار سلبيًا في غضون 48 ساعة من الرحلة.
مئات الملايين في مواجهة الفيروس
أدى إلغاء الصين لقيودها الصارمة للفيروس الشهر الماضي إلى إطلاق العنان على 1.4 مليار نسمة لديهم مناعة طبيعية قليلة بعدما جرت حمايتهم من الفيروس منذ ظهوره في مدينة ووهان بوسط البلاد قبل ثلاث سنوات.
ستتوقف الصين، التي جرى عزلها إلى حد كبير عن العالم منذ بدء الوباء، عن مطالبة المسافرين الوافدين بالحجر الصحي اعتبارًا من 8 يناير، لكنها ستظل تطالب الركاب القادمين بالخضوع للاختبار قبل بدء رحلاتهم.
شكوك ببيانات كورونا في الصين
التقى مسؤولو منظمة الصحة العالمية بعلماء صينيين، يوم الثلاثاء، وسط مخاوف بشأن دقة البيانات الصينية حول انتشار وتطور تفشي المرض.
ودعت وكالة الأمم المتحدة العلماء لتقديم بيانات مفصلة عن التسلسل الفيروسي والاستشفاء والوفيات والتطعيمات، وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية إن المنظمة ستنشر معلومات حول المحادثات في وقت لاحق.
وأفادت وكالة رويترز أن منظمة الصحة العالمية لم تتلق بيانات من الصين بشأن حالات دخول المستشفى الجديدة لفيروس كورونا منذ تحول سياسة بكين، ما دفع بعض خبراء الصحة إلى التساؤل عما إذا كانت تخفي مدى تفشي المرض.
أبلغت الصين عن 5 وفيات جديدة بسبب كورونا يوم الثلاثاء، ما رفع العدد الرسمي للوفيات إلى 5258، وهو معدل منخفض للغاية وفقًا للمعايير العالمية.
قالت شركة البيانات الصحية Airfinity ومقرها بريطانيا إن حوالي 9000 شخص في الصين يموتون على الأرجح كل يوم بسبب كورونا.
شروط جديدة للقادمين من الصين
فرضت دول الاتحاد الأوروبي قيودًا على السفر إليها من الصين، بعد مع احتمالية توسيعها في الأيام المقبلة، فيما هددت بكين باتخاذ تدابير مضادة، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.
ومع ذلك، بدا الاتحاد الأوروبي عازمًا على اتخاذ نوع من الإجراءات المشتركة لضمان عدم نقل الركاب القادمين من الصين أي بدائل جديدة محتملة إلى القارة.
كانت إيطاليا أول عضو في الاتحاد الأوروبي يطلب اختبارات فيروس كورونا لركاب شركات الطيران القادمين من الصين، لكن العديد من الآخرين قالوا إن مثل هذه الإجراءات قد لا تكون الخيار الأفضل لحماية السكان المحليين لأن المتغيرات الجديدة القادمة الآن من الصين كانت موجودة بالفعل في أوروبا، غالبًا من شهور عديدة.
وتطلب الحكومة الفرنسية اختبارات سلبية، وتحث المواطنين الفرنسيين على تجنب السفر غير الضروري إلى الصين، تعيد فرنسا أيضًا إدخال متطلبات قناع الوجه على الرحلات الجوية من الصين إلى فرنسا.
أعلنت دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة والهند واليابان وكوريا الجنوبية، عن إجراءات أكثر صرامة لمواجهة كورونا وتطبيقها على المسافرين من الصين وسط مخاوف من نقص البيانات حول الإصابات في الصين والمخاوف من ظهور متغيرات جديدة
الصين ترد على إجراءات الدول ألأوروبية
انتقدت الحكومة الصينية بشدة متطلبات اختبار كورونا لمفروضة على الزوار من الصين، وهددت باتخاذ تدابير مضادة ضد الدول المعنية، بما في ذلك الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماو نينغ: "نعتقد أن قيود الدخول التي اعتمدتها بعض الدول التي تستهدف الصين تفتقر إلى الأساس العلمي، وبعض الممارسات المفرطة غير مقبولة بدرجة أكبر".
وأضافت: "نحن نعارض بشدة محاولات التلاعب بإجراءات كورونا لأغراض سياسية وسنتخذ إجراءات مضادة على أساس مبدأ المعاملة بالمثل".
لا تزال هناك تحديات.. #الصين تواجه مرحلة جديدة لمكافحة #كورونا https://t.co/U9M3bZtz3k#اليوم pic.twitter.com/25ogMEZey1— صحيفة اليوم (@alyaum) December 31, 2022
