تساءلت مجلة «بوليتيكو»، عما إذا كان القرن الـ21 سيكون آسيويًا حقًا في ظل كل التحديات الجيوسياسية، التي تحيط بالقارة.
وبحسب مقال لـ«مهيت أناند» و«راجيش مهتا»، هناك رأي شائع مفاده أن القرن الـ21 سيكون آسيويًا.
تحديات آسيوية
وتابع المقال: باتت ثلاثية الهند والصين واليابان عملاق ذو إمكانات وقيمة اقتصادية لا مثيل لها، مما يدفع نمو المنطقة وتأثيرها.
وأضاف: هذا لا يعني أن آسيا ليس لديها نصيبها من التحديات، لديها الكثير.
وأشار إلى أن احتمال اعتداء الصين على تايوان مسألة ذات أهمية جيوسياسية كبيرة.
وتابع: التنافس الصيني الهندي على حدود الهيمالايا ينعكس على العلاقة المضطربة بين جارتين مسلحتين نوويًا.
ولفت إلى أن الاضطراب المتصاعد في إيران والشرق الأوسط يتسبب في حالة عدم يقين كبيرة في غرب آسيا، موضحًا أن كل ذلك يأتي في وقت باتت الآثار الضارة لتغير المناخ محسوسة في جميع أنحاء القارة.
مواجهات وصدمات
ومضى المقال يقول: في النهاية، ستشكل الطريقة، التي سيتفاعل بها كل ذلك الدور المتنامي للمنطقة في النظام العالمي الجديد على المدى الطويل والقصير.
وأردف: بعد حصوله مؤخرًا على فترة ثالثة غير مسبوقة في المنصب، سيكون الرئيس الصيني شي جين بينغ أمينًا عامًا للحزب الشيوعي لمدة خمس سنوات أخرى.
واستطرد: لكن في حين أن منصب الرئيس شي كرئيس وقائد للحزب وقائد للجيش يمنحه سلطات قوية وكاسحة بشكل ملحوظ على مستقبل الصين، فإن البلاد تواجه في الوقت نفسه رياحًا معاكسة من آثار قضاياها الداخلية، مثل تداعيات سياسة عدم انتشار فيروس كورونا المستجد، الأزمة العقارية المتفاقمة تهدد بجر اقتصادها إلى حالة من الانهيار.
خطاب عدواني
وتابع المقال: صعّدت الصين من خطابها العدواني تجاه تايوان، إلى جانب تدريباتها العسكرية المتزايدة، وأحداثها المشؤومة المحتملة، مما زاد من خطورة حقيقة أن سيطرة بكين على تايبيه تزيد من نفوذها في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه بالفعل.
ومضى يقول: نظرًا لأن الصين تحمل أكثر من ثلث التجارة البحرية العالمية، فإن توسع بكين في المنطقة يجعلها نقطة خلاف مع جيرانها.
ولفت إلى أن الصراع بين الصين وتايوان من شأنه أن يسبب صدمة كبيرة لسلسلة التوريد للتصنيع في جميع أنحاء العالم.
#
أمريكا: المناورات العسكرية الصينية بالقرب من تايوان "استفزازية"
https://t.co/ygyo9pE634 #اليوم pic.twitter.com/D5w0gnPW1L— صحيفة اليوم (@alyaum) December 27, 2022
ضغوط شديدة
وتابع المقال: سيواجه الغرب الذي لا يزال يعاني الصراع في أوكرانيا ضغوطًا شديدة لاتخاذ الخيار الصعب المتمثل في سحب الاستثمارات من الصين كما فعل مع روسيا، وسيكون القرار أكثر إيلامًا، إذ إن الاعتماد على الصين أكبر بكثير.
وأردف: منذ فترة طويلة، تمر الهند والصين، بمراحل متذبذبة من الشراكة والعلاقات الجليدية، فإن الحدود بين البلدين كانت منذ فترة طويلة قضية خلافية.
وأضاف: إذا استمرت المغامرات العسكرية الصينية، من لاداخ في الشمال على طول الطريق إلى ولاية أروناتشال براديش الهندية في أقصى الشرق، فقد تصبح سلسلة جبال الهيمالايا نقطة احتكاك أخرى في العام المقبل.
وتابع: إضافة إلى ذلك، قد يؤدي الارتفاع الحاد في المعارضة الداخلية للنظام الإيراني إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.
تغير المناخ
وأشار إلى أن وسط كل عدم الاستقرار هذا، البلدان في آسيا هي من بين أكثر البلدان تضررًا من تغير المناخ.
وأردف: نظرًا لارتفاع مستويات سطح البحر، فإن الدول الجزرية التي ساهمت بأقل قدر في انبعاثات الكربون تتعرض لخطر الغمر، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى دفع المزيد من لاجئي المناخ، الذين يلتمسون اللجوء في بلدان أخرى.