يوم وراء التالي يتأكد لنا أن العثور على طاقة نظيفة بات أمر حتميا لوقف التدهور البيئة، وهذا النهج اتبعته شركة فنلندية حيث ابتكرت "بطاريات اللجنين"، والتي تعتمد في إنتاجها على الأشجار.
قبل نحو ثماني سنوات، أدركت شركة "ستورا إنسو" الفنلندية المنتجة للورق وأن العالم يتغير، وعرفت أن ظهور الوسائط الرقمية يعني انخفاض الطباعة المكتبية وتضاؤل شعبية إرسال الأشياء بالبريد، فعيّنت مهندسين للنظر في إمكانية استخدام اللجنين، وهو بوليمر يمثل نحو 30٪ من الشجرة، في أغراض أخرى، بحسب تقرير نشره "بي بي سي".
ووجدت الشركة حلها المنقذ في إنتاج البطاريات القائمة على اللجنين.
وفقًا لتقرير "ستورا إنسو" السنوي لعام 2021، فإن الشركة "تعرف أصل جميع الأخشاب التي تستخدمها وتأتي بنسبة 100٪ من مصادر مستدامة".
#منتدى_مبادرة_السعودية_الخضراء.. المملكة تتصدى لتغير المناخ#اليوم pic.twitter.com/EwPijZKbqF— صحيفة اليوم (@alyaum) November 12, 2022
ما هو اللجنين ؟
اللجنين، وهو عبارة عن بوليمر عضوي معقد يحتوي على الأكسجين ويشكل مع السليلوز المكون الرئيسي للخشب، بحسب موسوعة "بريتانيكا".
ويأتي في المرتبة الثانية بعد السليلوز باعتباره المادة العضوية الأكثر وفرة على الأرض، على الرغم من أنه تم العثور على عدد قليل نسبيًا من الاستخدامات الصناعية بخلاف الوقود.
توقعات بازدهار بطاريات اللجنين
قال لوري ليهتونين، مدير المنتج لحلول البطاريات القائمة على اللجنين، أن هذا البوليمر يصنع مادة رائعة لمكون حيوي في البطاريات يسمى الأنود.
ويضيف في تقرير "بي بي سي": من شبه المؤكد أن بطارية أيون الليثيوم في هاتفك تحتوي على أنود الجرافيت.
وأكد مهندسو "ستورا إنسو" استطاعتهم في استخراج اللجنين من نفايات اللب الذي يتم إنتاجه بالفعل في بعض منشآتهم ومعالجة مادة اللجنين لصنع مادة كربونية لأنودات البطارية.
مع تزايد عدد الأشخاص الذين يشترون السيارات الكهربائية ويخزنون الطاقة في المنزل، من المتوقع أن ينمو الإقبال العالمي على البطاريات بشكل حاد في السنوات القادمة، ويبرهن "ليتونين" على هذا قائلا: "الطلب مذهل للغاية".
"الليثيوم" تلوث البيئة
تكمن المشكلة في أن بطاريات الليثيوم أيون التي نعتمد عليها اليوم تعتمد إلى حد كبير على العمليات الصناعية والتعدين الضارة بالبيئة، بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض مواد هذه البطاريات سامة ويصعب إعادة تدويرها، كما يتم الاستعانة بالعديد من البلدان ذات السجلات السيئة في مجال حقوق الإنسان.
صنع الجرافيت الاصطناعي، على سبيل المثال ، ينطوي على تسخين الكربون إلى درجات حرارة تصل إلى 3000 درجة مئوية لأسابيع في كل مرة.
وغالبًا ما تأتي الطاقة اللازمة لهذا من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم في الصين.
شاب سعودي يصنع #سيارة_كهربائية بمنزله #اليوم pic.twitter.com/uhCuV0BWcm— صحيفة اليوم (@alyaum) August 21, 2022
سر خلطة "بطارية اللجنين"
يمدح "ليتونين" مزايا مادة أنود الكربون الخاصة بشركته، لكن أكد أنه لن يكشف طريقة تحويل اللجنين إلى بنية كربونية صلبة، واكتفى بالقول أن العملية تتضمن تسخين اللجنين لكن بدرجات حرارة ليست قريبة من المطلوبة لإنتاج الجرافيت الصناعي" .
ويضيف: إحدى السمات المهمة لهيكل الكربون الناتج هو أنه "غير متبلور" ، أو غير منتظم، قائلا: "إنه في الواقع يسمح بقدر أكبر بكثير من حركة الأيونات للداخل والخارج".
وتزعم الشركة أن طريقتهم ستساعد على صنع بطارية ليثيوم أيون أو بطارية أيون الصوديوم يمكن شحنها في أقل من ثماني دقائق فقط .