قالت مجلة «بوليتيكو»: إن الاستثمار الأمريكي في دعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي يؤتي ثماره.
وبحسب مقال لـ «دانيال توينينج»، تقوم أوكرانيا بفعل ما كان يعتقد الجميع أنه مستحيل وهو هزيمة الجيش الروسي، الذي يمثل أخطر خصوم أمريكا.
دور أمريكي حاسم
ولفت إلى أن ذلك يرجع في المقام الأول إلى ثبات ووطنية ومهارة الشعب الأوكراني، لكن هذا الإنجاز يمكن أن يفخر به الأمريكيون، ليس فقط بسبب دور واشنطن الحاسم في توفير الأسلحة والتدريب.
وتابع: لعقود من الزمان، استثمرت واشنطن في دعم المؤسسات التي مكّنت أوكرانيا من اتخاذ مسار مختلف عن روسيا، وهو طريق نحو الديمقراطية والاستقلال والابتعاد عن الاستبداد والخضوع، ومعالجة الفساد لخدمة المواطنين.
وأضاف: كما قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطابه التاريخي أمام اجتماع مشترك للكونجرس، فإن المساعدات الأمريكية لأوكرانيا استثمار في الأمن والديمقراطية العالميين.
مؤسسات ضعيفة
وأردف: عندما شرعت أوكرانيا في إقامة ديمقراطيتها بعد التحرر من الإمبراطورية السوفيتية في عام 1991، واجهت معركة شاقة.
وتابع: بعد ما يقرب من 70 عامًا في ظل الشيوعية، لم يكن لدى أوكرانيا سوى مؤسسات ضعيفة وغير مجهزة لإدارة الانتقال إلى السوق الحرة.
وأضاف: لم يكن الأوكرانيون على دراية بالعمليات والمعايير الديمقراطية. كما هو الحال في الجمهوريات السوفيتية السابقة الأخرى، خلقت الخصخصة التي تمت إدارتها بشكل سيء للمؤسسات المملوكة للدولة طبقة أوليغاركية جعلت الحكومة الأوكرانية عرضة للفساد والتلاعب من قبل الكرملين.
وأشار إلى أن الأوكرانيين شهدوا 3 ثورات سلمية لدفع مسارها نحو الحرية: ثورة الانفصال عن السيطرة السوفييتية في عام 1991، والثورة البرتقالية عام 2004 التي أدت إلى قيادة موالية للغرب، وثورة الكرامة لعام 2014 التي أطاحت برئيس مدعوم من الكرملين لصالح المستقبل المؤيد لأوروبا.
مرحلة جديدة
ومضى يقول: أدى ذلك إلى بدء مرحلة جديدة من الإصلاحات لتقوية البرلمان، وتعزيز القضاء المستقل، وتعزيز نزاهة الانتخابات، واللامركزية في صنع القرار، ومكافحة الفساد.
وأضاف: بسبب هذه الجهود، تمتلك أوكرانيا الآن مؤسسات حكم قوية، لدرجة أنها استمرت في العمل تحت هجوم روسيا في أكبر حرب في أوروبا منذ الأربعينيات.
وأردف:مع دخولنا الشهر العاشر من الغزو الروسي الوحشي، مع تولي الكونجرس الأمريكي الجديد منصبه، تساءل بعض المسؤولين المنتخبين عما إذا كانت المساعدة التي تقدمها أمريكا، من الأسلحة إلى دعم إعادة الإعمار إلى المساعدة الديمقراطية، هي حقًا في مصلحة وطننا.
حجة إستراتيجية
ولفت إلى أن الحجة الاستراتيجية لدعم أوكرانيا سليمة: يقاتل الأوكرانيون خصمًا أمريكيًا من القوى العظمى للدفاع عن العالم الحر من هذا النوع من العدوان الغاشم الذي من شأنه تدمير النظام الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يوجد حلف الناتو للدفاع عنه.
وتابع: يجب ألا تبدد أمريكا المكاسب الاستراتيجية الرائعة التي نتج عنها استثمار دافعي الضرائب الأمريكيين في أوكرانيا.
