قال مسؤولون من منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء إن البيانات الواردة من الصين تظهر أنه لم يُعثر على متحور جديد لفيروس كورونا هناك لكن البيانات تقدم أيضًا عددًا أقل من الواقع لوفيات التفشي السريع للمرض في البلاد.
وتزايد القلق العالمي بشأن دقة تقارير الصين عن تفشي المرض الذي ملأ المستشفيات وأرهق بعض دور الجنائز منذ أن تحولت بكين فجأة عن سياسة "صفر كوفيد".
وكانت المنظمة التابعة للأمم المتحدة تستعرض بيانات قدمها المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، بعد يوم من لقاء مسؤولي منظمة الصحة العالمية علماء صينيين، وأعلنت الصين أرقامًا لا تتجاوز الخمسة يوميًا من وفيات كورونا.
الصحة العالمية: متحورا #أوميكرون وراء تفشي كورونا في #الصين https://t.co/btBeLXXpp0 #اليوم pic.twitter.com/MrZpIepAEP— صحيفة اليوم (@alyaum) January 4, 2023
الأرقام التي تقدمها الصين لا تمثل الأعداد الحقيقية
قال مايك رايان، مدير الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن الأرقام الحالية التي تقدمها الصين لا تمثل الأعداد الحقيقية لحالات الدخول إلى المستشفيات ووحدات العناية المركزة و"خاصة فيما يتعلق بالوفيات".
وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن الوكالة الدولية تواصل السعي للحصول على بيانات أكثر سرعة وانتظامًا من الصين حول حالات دخول المستشفيات والوفيات.
وأضاف أن "منظمة الصحة العالمية قلقة بشأن المخاطر التي تهدد الحياة في الصين، وأكدت أهمية الحصول على اللقاحات، بما في ذلك جرعات التعزيز لتفادي دخول المستشفيات وتفاقم المرض والوفاة".
وسعت صحيفة الشعب اليومية الصينية الناطقة الرسمية بلسان الحزب الشيوعي إلى حشد المواطنين القلقين حول تحقيق ما أطلقت عليه "نصر نهائي" على كوفيد - 19، مفندة الانتقادات لسياستها الخاصة بالعزل الصارم التي أثارت احتجاجات شعبية نادرة الحدوث العام الماضي.
تحديد نطاق المرض وكيفية منعه من الانتشار
أدى إلغاء الصين قيودها الصارمة المرتبطة بالجائحة الشهر الماضي إلى انتشار الفيروس بين 1.4 مليار شخص ضعيفي المناعة بسبب الإغلاق المفروض عليهم بعد ظهور الفيروس في مدينة ووهان الصينية قبل 3 سنوات.
ويكافح مسؤولو الصحة في الخارج لتحديد نطاق المرض وكيفية منعه من الانتشار، وتزايد عدد الدول التي تتخذ تدابير مثل اختبارات كوفيد قبل المغادرة للوافدين من الصين وهي تدابير انتقدتها بكين.
وجاء في البيانات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية أن تحليل مراكز السيطرة على الأمراض في الصين أظهر غلبة سلالتي أوميكرون "بي.إيه5.2" و"بي.إف.7" وسط الإصابات التي وقعت محليًا.
وأوميكرون هو المتحور المهيمن بناء على رصد حديث للتسلسل الجيني، ما يؤكد ما قاله العلماء بالفعل ويهدئ حدة المخاوف في الوقت الحالي من ظهور متحور جديد.
وقالت دور جنائزئة ومستشفيات كثيرة إنها تعاني ارتفاع الطلب على خدماتها، بينما يتوقع خبراء صحة عالميون وقوع مليون حالة وفاة على الأقل في الصين هذا العام.
وأعلنت الصين 5 وفيات أو أقل في اليوم منذ تحولها عن سياستها السابقة، وقال أحد سكان بكين ويدعى تشانغ، مكتفيًا باسم العائلة، إن الحصيلة الرسمية "مثيرة للسخرية تماما".
وأضاف تشانغ "توفي 4 من ذويي المقربين، وهذه عائلة واحدة فحسب، أرجو أن تتحلى الحكومة بالصدق مع الناس وبقية العالم عما حدث بالفعل هنا".
فرنسا تحث دول أوروبا على إجراء اختبارات كورونا للمسافرين الصينيين https://t.co/oBQ99x3gfG#اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) January 1, 2023
تعزيز توزيع الأدوية وتلبية طلبات المؤسسات الطبية
نقلت وسائل إعلام حكومية عن مجلس الوزراء الصيني قوله إنه سيعزز توزيع الأدوية ويلبي طلبات المؤسسات الطبية ودور الرعاية الصحية والمناطق الريفية.
ووصف بكين مطالبات بعض الدول الوافدين من الصين بتقديم اختبارات كوفيد قبل المغادرة بأنها غير معقولة وتفتقر إلى أساس علمي.
واليابان والولايات المتحدة وأستراليا وعدد من الدول الأوروبية من بين الدول التي تطالب بمثل هذه الاختبارات.
وانتقد ويلي والش، رئيس اتحادالنقل الجوي الدولي، وهو الأكبر من نوعه في العالم، هذه الإجراءات "غير المتبصرة" التي قال إنها لم توقف في السابق انتشار الفيروس وأضرت بشدة بشركات الطيران التي تتعافى من الجائحة.
ولن تشترط الصين على المسافرين إليها الخضوع للحجر الصحي اعتبارًا من الثامن من يناير الحالي، لكن ستيعين عليهم الخضوع للاختبار قبل الوصول.
وأعلنت الصين 5 وفيات جديدة بفيروس كوفيد - 19 يوم الثلاثاء مقارنة مع 3 وفيات يوم الاثنين، وبذلك تصل الحصيلة الرسمية للوفيات إلى 5258، وهو رقم ضئيل للغاية بالمقاييس العالمية.
نحو 9000 شخص في الصين يلقون حتفهم على الأرجح يوميًا بكورونا
قالت شركة البيانات الصحية آيرفينيتي ومقرها بريطانيا، إن نحو 9000 شخص في الصين يلقون حتفهم على الأرجح يوميًا بسبب الإصابة بكوفيد.
وتكدس مرضى، كثيرون منهم من كبار السن، في أجنحة في مستشفى تشونغشان في شانغهاي يوم الثلاثاء بين أسرّة مؤقتة مع أشخاص يستخدمون أجهزة تهوية بالأكسجين ويخضعون لحقن وريدي.
وأحصى شاهد من رويترز يوم الأربعاء 7 سيارات لنقل الموتى في ساحة انتظار السيارات بمستشفى تونغجي في شانغهاي، وشوهد عمال يحملون ما لا يقل عن 18 حقيبة صفراء تستخدم في نقل الجثث.
ونما اقتصاد الصين البالغ 17 تريليون دولار بأبطأ معدل منذ ما يقرب من نصف قرن في غمرة الاضطرابات التي تسبب فيها كوفيد.
لكن اليوان بلغ أعلى مستوى في 4 أشهر مقابل الدولار، بعد أن وعد وزير المالية ليو كون بتكثيف التوسع المالي، ورفع البنك المركزي أيضًا شعار الدعم.