تحظى ريادة الأعمال باهتمام واسع لدى المملكة، حيث عملت على إطلاق عدد من المشاريع والمبادرات الداعمة لها، وحرصت كل الحرص على إشراك الجهات المعنية لتحقيق الأهداف والإستراتيجيات المرسومة لذلك، ومن ضمنها دور التعليم في دعم ريادة ورواد الأعمال منذ البداية، فخصصت وزارة التعليم ميزانية وصلت إلى أكثر من 50 مليون ريال - كما أشارت إحدى الإحصائيات- لإدراج الفكر الريادي، تحقيقا لأهداف رؤية 2030 والتي تؤكد دور الشباب السعودي في التنمية والازدهار الاقتصادي، من خلال المشروعات المتوسطة والصغيرة، كما يعتبر دور الجامعات هامًّا في تمكين منظومة ريادة الأعمال والابتكار في العالم، فالثروة البشرية من طلاب وجامعات تنتج لنا فكرا رياديا ومشاريع استثنائية ولو نظرنا لحجم الأثر الاقتصادي لرواد الأعمال في الولايات المتحدة منذ عام 1930 حتى 2010 كان الناتج هو 4.7 تريليون دولار، وحول عدد شركات اليونيكورن التي تصل قيمتها لمليار دولار أمريكي نجد أن 51 % منها خريجو جامعات، فالثروة البشرية تنتج لنا ابتكارات ورواد أعمال صنعوا العديد من الإنجازات، ففي عام 2011 وضعت جامعة البترول والمعادن أهدافا إستراتيجية وهي بناء منظومة للابتكار وريادة الأعمال، فقربها من إحدى أهم الشركات كأرامكو وسابك وكذلك مدينة الجبيل الصناعية يحتم على رائد الأعمال أن يكون له ارتباط قوي بالصناعة، فقامت بإبرام اتفاقية مع أرامكو السعودية وإنشاء وادي الظهران للتقنية واستقطاب الأبحاث في مجال النفط والغاز والطاقة بالقرب من الجامعة لدعم عملية الابتكار، ووصلت الجامعة للمركز الرابع عالميا في براءات الاختراعات الصادرة.
وكذلك تقديم مقررات ريادة الأعمال كمادة تعليمية في 80 % من الجامعات السعودية، وذلك من خلال 47 مركزا للابتكار وريادة الأعمال في الجامعات السعودية.
كانت تلك مجموعة من الأمثلة الكثيرة على أهمية ودور الجامعات والتعليم في دعم ريادة الأعمال والتي يكمن دورها في تعزيز مكانة المملكة التي تُعد بيئة جاذبة للرواد والمبتكرين والمبدعين، حيث أصبحت الجامعات السعودية تدمج ريادة الأعمال ضمن تجربتها وبرامجها الأكاديمية، ويشمل ذلك تقديم مناهج مبنية على الابتكار وريادة الأعمال والتواصل مع القادة والصناعة وتأمين رأس المال، وتعمل برامج ريادة الأعمال في التعليم، على ترسيخ ثقافة الريادة، والاستثمار، بالإضافة إلى تحفيز روح المبادرة لدى الطلبة، لزيادة كفاءتهم وتمكينهم من تحقيق أهدافهم.
@HindAlahmed