أفادت بيانات لرويترز أن الولايات المتحدة تسير على درب سيجعلها أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم هذا العام بمجرد استئناف تشغيل منشأة عطلها حريق في تكساس، لتسبق أستراليا التي تتصدر السوق حاليًا.
وأدى حريق في يونيو الماضي إلى تعطل منشأة فريبورت للغاز الطبيعي، وهي ثاني أكبر منشأة تصدير أمريكية، وقلص الصادرات الأمريكية من الوقود بنحو ملياري قدم مكعب يوميا.
وأدى هذا التعطل إلى جعل الولايات المتحدة تتخلى عن مكانة أكبر دولة مصدرة لأستراليا في وقت ازدهر فيه الطلب العالمي على الوقود.
وفي عام 2022، ارتفعت صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي في صورة غاز مسال 8% لتبلغ 10.6 مليار قدم مكعب في اليوم، أي أقل بقليل من 10.7 مليار قدم مكعب في اليوم تصدرها أستراليا.
وظلت الولايات المتحدة متقدمة على قطر التي احتلت المرتبة الثالثة بتصديرها 10.5 مليار قدم مكعب يوميًا، وفقا لرفينيتيف.
The United States is on course to surpass the world’s largest exporter of liquefied natural gas (#LNG) in 2023, according to ship-tracking data compiled by Bloomberg, which noted the U.S. and Qatar both exported 81.2 million tons of LNG last year. https://t.co/5aIOhOD4Nk— NTD News (@news_ntd) January 5, 2023
دور محوري في مساعدة أوروبا على إعادة بناء مخزوناتها من الغاز
لعبت هذه الصادرات دورًا محوريًا في مساعدة أوروبا على إعادة بناء مخزوناتها من الغاز بعد أن تعطلت الإمدادات الواردة إليها بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير شباط، وسيكون للإمدادات الأمريكية أهمية أكبر هذا العام مع تقلص الشحنات الروسية إلى أوروبا كثيرًا.
وفي عام 2021، احتلت الولايات المتحدة المرتبة الثالثة في الصادرات بعد أستراليا التي باعت نحو 10.5 مليار قدم مكعب يومًيا وبعد قطر التي باعت 10.1 مليار قدم مكعب يوميا.
وكادت أمريكا أن تحتل المرتبة الأولى عام 2022 مع بدء منشأة كالكاسيو باس التابعة لشركة فينشر جلوبال للغاز الطبيعي المسال في لويزيانا في وقت مبكر من العام.
لكن فقدان إمدادات فريبورت للغاز الطبيعي المسال في منتصف العام أدى إلى إضعاف فرصة أمريكا في التتويج كأكبر مصدر في عام 2022.
وقالت شركة فريبورت للغاز المسال إنها تتوقع استئناف العمل في النصف الثاني من يناير الحالي، إلى حين الحصول على موافقة الجهات المنظمة، ما سيحول ميزان الإنتاج لصالح الولايات المتحدة.
ومع عدم توقع دخول مصانع جديدة للغاز الطبيعي المسال الخدمة في أستراليا حتى نحو عام 2026 وفي قطر حتى نحو عام 2025، قال محللون إنهم يتوقعون أن يظل إنتاج البلدين في عام 2023 كما كان في عام 2022.
The United States is on track to become the world's biggest exporter of LNG this year — ahead of current market leader Australia — once a fire-idled Texas plant is restarted, according to Reuters data. https://t.co/A67j3cMoaU#LNG— Pipeline & Gas Journal (@PipelineandGas) January 4, 2023
منشآت جديدة لتصدير الغاز المسال
منشآت تصدير الغاز المسال في الولايات المتحدة التي من المتوقع أن تبدأ عملها هي: منشأة جولدن باس التي تنتج 2.4 مليار قدم مكعب يوميًا لشركتي قطر للطاقة وايكسون موبيل في تكساس، ومنشأة بلاكماينز لشركة فينشر جلوبال في لويزيانا، مع توقع خروج الشحنات الأولى من كليهما في عام 2024.
وهناك منشأة قبالة سواحل لويزيانا لشركة نيو فورترس إنيرجي كان من المقترح أن تدخل الإنتاج للمرة الأولى عام 2023، لكنها تراجعت عن هدفها الأولي لبداية التشغيل، وأوقفت الجهات المنظمة إصدار تقييمها مرتين في انتظار مزيد من التفاصيل.
وقال جيمس ويست، العضو المنتدب البارز في شركة إيفركور "آي.إس.آي" لأبحاث الطاقة لرويترز: "مع طلب أوروبا وآسيا المزيد من الغاز الطبيعي المسال، يستعد المشغلون الأمريكيون لبناء مزيد من البنية التحتية لتلبية هذه الطلبات".
وفي عام 2022، ذهب ما يقرب من 69% أو 7.2 مليار قدم مكعب من صادرات الغاز المسال الأمريكية إلى أوروبا مع تحويل الشركات الشحنات بعيدًا عن آسيا للحصول على أسعار أعلى.
وفي عام 2021، حين كانت الأسعار في آسيا أعلى، ذهب 35% فقط، أو نحو 3.3 مليار قدم مكعب في اليوم، من صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية إلى أوروبا.
وفي عام 2022، بلغ متوسط سعر الغاز 41 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في منصة تداول عقود الغاز الهولندية "تي.تي.إف" في أوروبا، و34 دولارًا في مؤشر اليابان كوريا للغاز في آسيا، لكنه بلغ 7 دولارات فقط في مؤشر "هنري هب" القياسي الأمريكي في لويزيانا.
وارتفع تداول الغاز في الآونة الأخيرة في آسيا عند نحو 29 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مقابل 22 دولارًا في أوروبا و4 دولارات فقط في الولايات المتحدة.
ويتوقع محللون أن تؤدي هذه الأسعار المرتفعة إلى ضخ المزيد من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي إلى آسيا هذا العام.