عشتُ تجربة تعليمية فريدة في إحدى الجامعات الإلكترونية من أجل تعزيز مهاراتي المهنية، وإيمانًا بالتعليم الذاتي، والتطوير المستمر الذي يعزز المهنية، وتطبيقًا لمقولة روجر فريتز "إن توقفك عن التعلم لقلة الوقت يشبه إيقاف ساعتك على أمل تثبيت الزمن".
وبعد الحصول على درجة الماجستير "ولله الحمد"، شعرت بارتياح كبير؛ نظرًا لأنني اكتسبت العديد من المعارف التي ساعدتني في مجال عملي، وطوَّرت أدائي المهني.
عمومًا هي جامعة إلكترونية، ولا توجد بها نسبة حضور فعلي لمقر الجامعة، نظام تعليمي تفاعلي مبني على المحاضرات والحلقات النقاشية في كل درس، واختبار محدد بفترة زمنية لكل سؤال، بالإضافة إلى الاختبار النهائي.
اختياري نموذج التعليم الإلكتروني هو لمواكبة أحدث التقنيات التعليمية دون الانتظار في اختناقات تقاطعات الإشارات الحمراء، ولمواكبة سوق العمل؛ رغبة في اكتساب أحدث الممارسات المهنية.
ولكن اختلف بعض الطلاب فيما بينهم، فمنهم مَن استيقظ من سباته الشتوي، وأصبح يبحث عن الاعتمادات، بل إنهم أفسدوا فرحة الزملاء والزميلات الخريجين والخريجات؛ بسبب البحث عن اعتماد للمؤهل، وكأن لسان حاله يقول سوف أحصل على الترقية بختم الاعتماد، أو سوف أحصل على وظيفة الأحلام إذا كانت الشهادة معتمدة.
هناك فرق شاسع بين شهادة ليست معتمدة في وزارة التعليم، وبين تلك الجامعات الوهمية، هناك فرق بين العلم والمعرفة، وبين تلك الاتصالات المزعجة والرسائل الإلكترونية التي تبيع الأوهام في جامعات من ورق.
إننا في عصر أصبح يعتمد على الكفاءات ماذا سوف تقدّم لي وسوف أحصل منك؟ في مقابل راتب شهري يضمن حياة مستقرة، كفاءتك هي وظيفتك، وليس ختمًا لا يغني ولا يُسمن من جوع، بل إنني أتعجب أنه منذ بداية السنة الدراسية إلى انتهائها وتلك الأسئلة تتوارد من بعض الطلبة عن ختم يضمن حياة مهنية احترافية.
إننا في عصر احتدمت فيه المنافسة، وارتفعت فيه المعايير المهنية بناءً على جودة المشاريع التي تُقام في مملكتنا، رؤية 2030 رفعت الكفاءة نظرًا لقوة المخرجات، والجانب المهاري وامتلاك حصيلة رائعة من المهارات الناعمة، مثل التفاوض، والإقناع، ومهارات العرض والتقديم، وتعدد المهام، أو حتى العمل تحت ضغط العمل، هو ما يعكس تلك العلوم المكتسبة، وليس أختام حبر على ورق، فالكفاءات تكتسب بتشمير السواعد ولا توهب بين ثنايا الورق.
لا تدخل حربًا سوف تخسر بها، لذلك في الغالب وحتى على مستوى العالم الغربي قراءة عقد من 40 إلى 50 صفحة لاستخراج قرض، أو فتح حساب بنكي أمر غير مستحب، ولكن حينما تُطالب بأي مبالغ أو تطبّق عليك بعض اللوائح والعقوبات، لن تكون إلا بسبب إهمال جانب تطبيق العقد شريعة المتعاقدين، فالقانون لا يحمي المفرطين.
كن دائمًا واثقًا ولا تنهزم أمام معركة أنت طرفها الخاسر، وافرح بإنجازك أيها الخريج وأيتها الخريجة، واحرصا على نفع البلاد والعباد بما أعطاكما الله من علم ومعرفة، فهو سبيلكما للوصول إلى القمة والمساهمة في بناء المجتمع، ومواكبة التطلعات.
وأختم بهذه المقولة: "ليس المهم هو الرغبة في النجاح، فكلنا بلا استثناء لدينا الرغبة لذلك، المهم هو الرغبة في الإعداد الحقيقي للنجاح".