قالت مجلة «بوليتيكو»: إن إيران وأوكرانيا تمثلان أبرز التحديات الجيوستراتيجية لعام 2023.
وبحسب مقال لـ«ولفجانج إيشينجر»، رئيس مؤسسة مؤتمر ميونخ للأمن، ستكون معالجة رغبة كييف في أن تصبح عضوًا في حلف شمال الأطلنطي "ناتو" واتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع نظام إيران، فيما يتعلق بالاتفاق النووي، مسائل ذات أهمية خاصة في 2023.
شروط الانضمام
مضى يقول: "عندما يتعلق الأمر بحلف الناتو، فإن إجراء توسيع الحلف معقد حقًا، ويتضح ذلك من رفض تركيا المستمر للموافقة على السويد وفنلندا كعضوين جديدين".
وأشار إلى أن ذلك ليس فقط بسبب أن إجماع الدول الأعضاء مطلوبًا، ولكن لأن كل دولة عضو تحتاج إلى الحصول على موافقة من البرلمان لديها، حيث أن القرار مرتبط بمعاهدة دولية رسمية.
واستطرد: "بالتالي، من أجل الرد بشكل مناسب على طلب أوكرانيا الانضمام إلى الحلف، قد يكون من المفيد التذكير بالمعايير الثلاثة التي طُبقت خلال جولة توسيع الناتو الأولية عام 1997".
أسئلة صعبة
لفت إلى أنه في ذلك الوقت، طُرحت 3 أسئلة: "هل البلد المعني موحد في رغبته في الانضمام إلى الناتو، أم أن العضوية المحتملة ستؤدي إلى انقسام داخلي؟ هل يؤيد جميع أعضاء التحالف منح العضوية؟ وهل ستعزز عضوية الدولة المعنية الأمن والاستقرار الأوروبيين بشكل عام؟".
وتابع: "في ذلك الوقت، أوصينا الرؤساء ورؤساء الدول بدعوة الدول الأعضاء المحتملين فقط إذا كان بالإمكان الإجابة على هذه الأسئلة الثلاثة بشكل واضح. وفي حالات بولندا وجمهورية التشيك والمجر، تمت الإجابة على الأسئلة الثلاثة بـ «نعم»".
وأردف: "عندما أثير موضوع أوكرانيا خلال قمة الناتو في بوخارست عام 2008، تلا ذلك نقاش مثير للجدل، وخلص كل من المستشارة الألمانية آنذاك آنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى أنه لا يمكن الإجابة على جميع الأسئلة الثلاثة بشكل إيجابي".
تردد الناتو
أوضح أنه من منظور اليوم، يمكن القول إنه يمكن للمرء أن يستخلص استنتاجات مختلفة، لا سيما فيما يتعلق بمسألة الأمن والاستقرار الأوروبي، على الرغم من أنه لم يتم القضاء على جميع المخاوف من قبل جميع الدول الأعضاء.
ولفت إلى أن ذلك ربما يفسر سبب استمرار تردد الحلف في الرد على طلب عضوية أوكرانيا.
تحدي رئيسي
مضى يقول: "أما بالنسبة لإيران، فسيكون التحدي الرئيسي الذي يجب مواجهته هو ما إذا كان يجب فرض عقوبات أكثر صرامة أو ممارسة ضبط النفس فيما يتعلق بانتهاكات النظام الحالية لحقوق الإنسان بسبب اهتمامنا بإحياء الاتفاق النووي، يجب أن تكون الإجابة بوضوح «لا»".
وأردف: "لا تزال هناك مخاوف جدية فيما يتعلق بحماية المعاهدة الدولية لعدم انتشار الأسلحة النووية. ومع ذلك، يعتقد معظم الخبراء أن فرص إحياء «خطة العمل الشاملة المشتركة» وصلت إلى الحضيض قبل فترة طويلة من اندلاع الاضطرابات في إيران، ولم تبد طهران أي استعداد على الإطلاق للموافقة على مسودة الاقتراح الحالية".
تنازلات مرفوضة
تابع: "إضافة إلى ذلك، فإن توقيع اتفاقية مع طهران في هذا الوقت من شأنه أن يرسل إشارة خاطئة تمامًا، حيث أن أي تنازلات من الغرب قد تبدو داعمة للنظام بمثابة صفعة على وجه الإيرانيين الذين يقاتلون من أجل حريتهم".
وأضاف: "لذلك يجب ألا يتردد الغرب في فرض عقوبات إضافية على نظام الملالي".
وأشار إلى أنه بالنظر إلى التسليم المستمر للطائرات بدون طيار إلى روسيا، تدعم طهران حرب الإبادة الجماعية العدوانية التي تشنها روسيا في أوكرانيا.
وأردف أن نوضح لطهران أنها لا تواجه تحديًا داخليًا هائلًا فحسب، بل ستواجه أيضًا مزيدًا من العزلة والتحديات الدولية.
