تقترب الحرب الروسية الأوكرانية من إتمام العام، في صراع راح ضحيته الآلاف وتشرد بسبب الملايين، ولكن التداعيات لم تتوقف عند هذا الحد إذ امتدت من البر إلى البحر، حيث تهدد المعارك الحياة البحرية في البحر الأسود.
على شاطئ البحر الأسود جرفت الأمواج دلافين وخنازير بحر ميتة بأعداد كبيرة بشكل غير معتاد، ما دفع العلماء إلى التحقيق في الأمر واضعين أمام أعينهم النشاط البحري الروسي المتزايد بسبب الحرب في أوكرانيا.
حوادث نفوق "استثنائية"
بحسب تقرير نشره موقع "بي بي سي"، في الأشهر التي أعقبت الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير، لاحظ إيفان روسيف، رئيس قسم الأبحاث في متنزه توزلي الوطني الطبيعي في أوكرانيا، ظاهرة جديدة ومقلقة، إذ تجرف الأمواج الدلافين وخنازير البحر الميتة بأعداد كبيرة إلى الشاطئ.
واعتاد العلماء وجود علامات بأجساد الحيوانات النافقة السنوات السابقة، تشير إلى أنهم وقعوا في معدات الصيد، بينما تلك الكائنات النافقة لم يكن لديها أي شيء.
ويقول "روسيف" إنه في عام عادي، يجد ربما ثلاثة أو أربعة دلافين ميتة على طول 44 كيلومترًا (27 ميلًا) من الخط الساحلي في الحديقة، وبكن بمجرد بدء الحرب، أغلق الجيش معظم الخط الساحلي.
ويكمل: "بين 24 فبراير 2022 ونهاية أغسطس ، اكتشفنا 35 كائنا حوتيا نافقا على طول 5 كيلومترات من الخط الساحلي لا يزال من الممكن الوصول إليها".
2500 دولفين ميت على الشاطئ
تلك الوقائع المتكررة دفعت علماء قسم الأبحاث في متنزه توزلي، إلى التواصل مع نظرائهم في دول البحر الأسود الأخرى، باستثناء روسيا وجورجيا
بعض المتنزهات الوطنية في أوكرانيا ، بما في ذلك واحدة بالقرب من مدينة ماريوبول المدمرة، موجودة الآن في الأراضي المحتلة من قبل روسيا.
لم يتمكن فريق روسيف من الوصول إلى أي من زملائهم هناك.
عندما وضعوا جميع الأرقام معًا، تم الإبلاغ عن 2500 دولفين ميت على الشاطئ بحلول مايو 2022، ولكن نظرًا لأن معظم الدلافين الميتة تغرق ببساطة في قاع البحر ولا يتم احتسابها أبدًا.
يعتقد "روسيف" أن العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير، كما لاحظت منظمات أخرى حول البحر الأسود زيادة.
الساحل الروماني
تقول "مير نوستروم"، وهي جمعية رومانية لمتخصصي البيئة، إنها سجلت أكبر عدد من الحيتان العالقة منذ عام 2010 على الأقل.
بينما تقول ماريان بايو، المديرة التنفيذية للجمعية، إنها سجلت 194 حيوانًا فرديًا تقطعت بهم السبل بين يناير ونهاية سبتمبر، في معظم السنوات ، سجلوا أقل من 100.
السونار يحاصر الدلافين
يقول روسيف إن السبب الرئيسي هو الصدمة الصوتية من الاستخدام المتزايد للسونار من قبل الغواصات الروسية.
ويكمل: "عندما تحصل الدلافين على هذا الضغط من السونار، فإنها تدمر النظام الصوتي تمامًا.. الدولفين ليس لديه إمكانية الإبحار بنفسه، لذلك عليه أن يكافح وربما يتحطم، لقد رأينا الدلافين للتو بدون أي علامات"، وعندما رأينا الدلافين قبل الحرب، رأينا علامات من الشبكة على الجسم أو تقطع الزعانف".
تستخدم الدلافين وخنازير البحر تحديد الموقع الإيكولوجي - وهو شكل بيولوجي من السونار - للتنقل والتواصل والصفير والصرير والطنين والنقر في طريقها عبر الماء.
يوجد الآن دليل كبير يشير إلى وجود صلة بين الاستخدام البحري للسونار والصدمات الصوتية في الحوتيات.
في عام 2000 ، بعد جنوح جماعي في جزر الباهاما، قررت البحرية الأمريكية لأول مرة أن السبب كان السونار المستخدم في التدريبات.
وجد الباحثون أن أكبر حدث جنوح جماعي في المملكة المتحدة ، في كورنوال في عام 2008، ربما كان بسبب النشاط البحري.
مات ما لا يقل عن 26 من الدلافين العادية قصيرة المنقار في الحادث بعد إجراء مناورات بحرية دولية، بما في ذلك استخدام سونار متوسط التردد، في مكان قريب قبل أربعة أيام فقط.
