لم يجد المعارضون السياسيون المعتقلون بسجون نظام ملالي الإرهاب، سلاحًا يستخدمونه إلا الإضراب عن الطعام، لإسماع العالم صوتهم، في ظل صمت المجتمع الدولي ووقوفه في مربع الإدانة والشجب والاستنكار، دون خطوات ملموسة بمواجهة المسؤولين عن قتل وقمع متظاهري الانتفاضة الشعبية.
وبالتزامن مع إصدار أحكام الإعدام والجلد والسجن المشددة ضد المحتجين المعتقلين في سجون النظام، تشير تقارير لـ«إيران إنترناشيونال» إلى أن الوضع في معتقل «كرج» أصبح متوترًا، فيما أثارت الوفيات المشبوهة لبعض المتظاهرين بعد الإفراج عنهم بأيام قليلة الكثير من الشكوك.
الوفيات المشبوهة
آخر الوفيات المشبوهة للمتظاهرين بعد خروجهم من السجن بأيام قليلة، الفنانة والرسامة الشابة مريم سليمانيان، التي كانت من داعمي الاحتجاجات، وأثارت وفاتها المفاجئة بعد الإفراج عنها الكثير من الشكوك عما تعرضت له داخل السجن، في حين تتعرض أسرتها لضغوط شديدة.
وأصبح الوضع في سجن «كرج» متوترًا بعد تأكيد حكم الإعدام للمحتجين محمد مهدي كرمي ومحمد حسيني، المدعى عليهما على خلفية اتهامهما بـ«قتل عناصر الباسيج في أثناء الاحتجاجات»، حيث يتعرض بقية المعتقلين لضغوط نفسية شديدة.
وبعد تأكيد حكم الإعدام الصادر بحق نجلها من نظام الملالي الإرهابي، قالت والدة محمد مهدي كرمي، لمراسل صحيفة «اعتماد»: «سأموت إذا أعدموا ابني.. حاكموه بدون أي محامٍ، أي نوع من العدالة هذه؟».
إضراب السجينات
على جانب آخر، تواصل 15 سجينة سياسية إيرانية الإضراب عن الطعام لليوم الرابع على التوالي، فيما أعلن محمد مهدي كرمي، المتظاهر الإيراني المحكوم عليه بالإعدام، عن دخوله في إضراب عن الطعام احتجاجًا على تأييد حكم إعدامه.
ومع زيادة الضغوط على المحتجين السجناء في إيران، بدأت موجة إضرابات عن الطعام واسعة في السجون، ووردت تقارير تفيد بتعرض صحة السجناء للخطر.
ودخل إضراب كل من السجينات السياسيات في إيران، آرميتا عباسي، وإلهام مدرسي، وحميدة زارعي، وفاطمة حربي، وجاسمين حاج ميرزا أحمدي، وسجينات أخريات، عن الطعام يومه الثالث على التوالي.
كما أعلنت والدة أرميتا عباسي، يوم الإثنين 2 يناير الحالي، أن ابنتها أضربت عن الطعام احتجاجًا على عدم معالجة قضيتها.
ونشرت والدة عباسي رسالة على «إنستجرام»، موجهة إلى رئيس قضاء محافظة البرز، والمدعي العام بمحكمة «كرج» الثورية، ومحقق الفرع 13، وقاضي الفرع الأول بمحكمة الثورة كتبت فيها: «جئت، فلم أجدكم، سألت، لم أحصل على إجابة واضحة، عيّنت محاميًا، لكنكم لم تقبلوا».
خوفا من السقوط.. "نظام الملالي" يعتقل مشاهير إيران لترهيب المحتجين
https://t.co/nJkLxJ1p4F #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) January 4, 2023
معتقلات «كجوئي»
14 معتقلة بسجن «كجوئي» أعلنَّ إضرابهن عن الطعام دعمًا لأرميتا عباسي، ولأسباب منها أوضاع السجن وطول فترة الحبس، وعدم قبول محامٍ، وعدم تحديد كفالة.
وإحدى هؤلاء السجينات هي إلهام مدرسي، 32 عامًا، من أهالي «سنندج»، وتقيم في مدينة كرج، شمالي إيران، وبحسب وكالة أنباء «هيرانا»، فقد تعرضت هذه السجينة للضرب من قبل مسؤولي السجن بعد إعلانها الإضراب عن الطعام، وحرمت من إجراء اتصال هاتفي مع أسرتها.
واعتقلت في 2 نوفمبر الماضي من منزلها، ونقلت إلى سجن «كجوئي»، وبحسب التقارير، فقد تعرضت مدرسي خلال استجوابها للتعذيب الجسدي والنفسي.
من ناحية أخرى، أفرج ملالي إيران عن الممثلة الشهيرة ترانه عليدوستي بكفالة بعد أسابيع من احتجازها بسبب انتقادها قمع الاحتجاجات المناهضة للنظام الإرهابي التي هزت أركان سلطات المرشد خامنئي.
