[email protected]
كشف مونديال قطر 2022 أن منطقة الخليج عامة، والسعودية خاصة، والأحساء تحديدا، مؤهلة بشكل كبير، ممن سواها حول العالم، لتنظيم فعاليات كبيرة ومناسبات عالمية متميزة، تعزز من «قوتنا الناعمة»، مع حصد نجاحات مبهرة، وأرقام استثنائية لافتة، فضلا عن تعريف شعوب العالم بعمق حضارتنا وأصالة تراثنا ورسوخ قيمنا وثراء ثقافتنا، فضلًا عن الاستئناس بمئات المواقع والوجهات السياحية والتراثية والتاريخية الرائعة.
وفي هذا الإطار حاكى مهرجان «واحة الأحساء» الذي جاء احتفاء واحتفالا بزوار ومشجعي كأس العالم، واستثمارًا لزخم المناسبة العالمية، وتكامل جهود تنظيمه وإخراجه في تحقيقه لنجاح حقيقي، على مستوى كافة المواقع السياحية والتراثية والثقافية والتاريخية الستة المختارة لفعالياته المتنوعة والمتمثلة في بيت البيعة، والمدرسة الأميرية، وعين نجم، وسوق القيصرية، وقصر إبراهيم، وقصر محيرس، حيث بلغ عدد زواره من السياح والزوار نحو 500 ألف سائح وسائحة وزائر وزائرة من داخل المملكة وخارجها.
وترجم تعاون الجهات المشاركة في تنظيم المهرجان وتكامل جهودها وتتابعها، بقيادة سمو محافظ الأحساء صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال في إنجاح فعالياته وبروزها بشكل تكاملي رائع ومتناغم، حيث تعاونت هيئة التراث وأمانة الأحساء والمحافظة والقطاع الخاص وكذلك شباب وشابات الأحساء من المتطوعين الذين عملوا بشغف وإخلاص وجد للمساهمة في إنجاح المهرجان وخدمة وإرشاد زواره والسياح؛ ما كان له أثر واضح في تنشيط الحركتين السياحية والتجارية في المحافظة.
وربما بين زخم المونديال وشهادة من زاروا أو مروا بواحة الأحساء إلى قطر بعض مما تكتنزه الأحساء من مظاهر الألفة والمودة بين أهلها، وقيم التماسك المجتمعي وخصال الطيبة والحفاوة في مجتمعها وكذلك عمق وثراء وتنوع مخزونها الثقافي والتراثي، من خلال العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية، والندوات والأمسيات الشعرية، والعروض الموسيقية، والفنون الشعبية، والمعارض، والحِرَف اليدوية، والفلكلور والأسواق الشعبية الرائدة ما يؤكد بحق أن الأحساء واحدة من أبرز الوجهات السياحية الفريدة الواعدة في المملكة والخليج.
والواقع أن الأحساء بما تمتلكه من موقع جغرافي وتاريخ عريق وإرث حضاري ومقومات طبيعية ومزايا نسبية وعناصر ثقافية ومواقع تاريخية وتراثية وبنية ديموغرافية حيوية ومجتمع متميز، تجعلها في قلب معادلة رصيدنا الوطني الهائل من الفرص والتنوع والثراء واستشراف مستقبل تطلعاتنا التنموية وتعايشنا الحضاري.