أكد مختصون أن خروج المواطنين والمقيمين للتنزه أثناء هطول الأمطار ومع التحذيرات والتنبيهات التي يطلقها المركز الوطني للأرصاد، يؤثر على عمل الجهات الحكومية ميدانيًا، ويهدد حياتهم.
وأشاروا خلال ندوة «اليوم» إلى أن أغلب الجهات الحكومية نجحت في التعامل مع الحالة المطرية بنسب متفاوتة، في مقدمتها إدارات التعليم بتعليق الدراسة حضوريًا، واستمرارها عن بُعد من خلال منصة مدرستي.
آليات محددة بإطار زمني وتنبيه متقدم
أضاف الناطق الرسمي للمركز الوطني للأرصاد حسين القحطاني، أن المركز الوطني للأرصاد يعمل على مدار الساعة بتقديم كل ما يتعلق بالتنبيهات والتحذيرات للظواهر الجوية المحتملة، وفق آليات محددة بإطار زمني ومجدولة في مراقبة وتنبيه متقدم وتحذير عن الحالة الجوية وذلك وفق الإطار الزمني المتفق عليه مع الجهات ذات العلاقة، التي تتعامل ميدانيًا مع الظواهر الجوية، إذ تمرر المعلومات وفقًا لذلك، كما يقوم المركز بتقديم استشارات للجهات الراغبة في ذلك، لتحديد اتخاذ القرار المناسب، وتنفيذ الخطط والبرامج الميدانية.
وأشار إلى أن المركز يتابع كافة الظواهر الجوية المحتملة، ويصدر تنبيهًا قبل الحالة بـ24 ساعة، وتنبيهًا متقدمًا للحالة الجوية قبل حدوثها في حدود من ساعة إلى 6 ساعات، والتحذير يكون من ساعة إلى 3 ساعات، ويتغير الزمن على حسب قراءة الحالة الجوية.
تحذيرات لجميع الجهات الحكومية والأفراد
قال خبير التغير المناخي في جامعة الملك عبد العزيز بجدة د. منصور المزروعي، إن المملكة تشهد حاليًا تغيرات مناخية كبيرة، خصوصًا في المنطقة الغربية، وهي حالة غير متوقعة في هذا التوقيت من العام، إذ إن الإحصائيات المناخية تشير إلى أن شهر فبراير هو أكثر الشهور هطولاً بالأمطار، لافتًا إلى استمرار عدم استقرار الأجواء خلال الأسبوع القادم أيضًا.
وأضاف: المركز الوطني للأرصاد واكب الحالات الجوية ببث التنبيهات والتحذيرات لجميع الجهات الحكومية والأفراد، من خلال كافة القنوات الرسمية ومواقع التواصل الاجتماعي، في نقلة نوعية تميزت بإيصال كافة الرسائل إلى الجميع.
إضافة إلى الوعي بين الناس والتعامل المختلف من كافة الجهات المعنية بسرعة اتخاذ القرار لحماية منسوبيها من آثار الأمطار وخطورتها، ومنها إدارات التعليم في كافة المناطق والمحافظات التي كانت سبَّاقة في اتخاذ القرار بتعليق الدراسة في الوقت المناسب، عما كانت عليه في السابق، وذلك بالتنسيق مع المركز الوطني للأرصاد لحماية الطلاب ومنسوبي المدارس من خلال حوكمة لكافة القرارات وإجراءاتها.
وحذر المزروعي من الخروج أثناء هطول الأمطار، مهما كانت الأسباب سواء للتنزه أو غيره، داعيًا إلى الالتزام بالتحذيرات، وعدم الاستهانة بها، حفاظًا على الأرواح والممتلكات.
استعداد لإزالة تجمعات المياه وتفادي الأضرار
أكد المتحدث الرسمي بأمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني، أن موضوع الأمطار والسيول يحتل جانبًا كبيرًا في اهتمامات الأمانة، كونه يتعلق بحماية الأرواح والممتلكات، حيث خصصت الفرق الميدانية والآليات والمعدات وتوزيعها على جميع الأحياء والمخططات السكنية في مكة المكرمة وضواحيها، لتكون في حالة الجاهزية والاستعداد لإزالة أي تجمعات مياه وتفادي أي أضرار.
وبين أنه لدى الأمانة أكثر من 10.000 كادر بشري بين موظفين ومهندسين وعمالة مدربة، بالإضافة إلى أكثر من 2500 معدة مختلفة بين قلابات ووايتات شفط وخلافها، وهذه الفرق الميدانية والمعدات توزع على 16 بلدية فرعية منتشرة في مكة المكرمة، مع التركيز على المواقع التي يُتوقع أن تشهد كثافة أعلى في هطول الأمطار.
وأضاف: مكة المكرمة تضم شبكة ضخمة لتصريف السيول، تمتد تحت الأرض لعشرات الكيلو مترات يبلغ طولها 540 كيلو مترًا وتتنوع عناصرها بين عبارات صندوقية مغلقة وقنوات أنبوبية وقنوات مفتوحة وقنوات جبلية وأنفاق تابعة للسدود وغير ذلك، وتقوم الأمانة على مدار العام بصيانة جميع عناصر هذه الشبكة وتنظيفها لضمان أدائها بكفاءة عالية، مع تكثيف هذه الأعمال خلال الفترات التي يتوقع فيها هطول أمطار.
جاهزية كاملة لفرق وآليات الدفاع المدني بالطوارئ
أوضح مستشار السلامة والصحة المهنية عضو هيئة التدريس بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة م. محمد زمزمي، أنه في ظل استمرار الحالة المطرية على معظم مناطق المملكة، وكعادة المملكة في تعاملها مع الأزمات والكوارث وحفاظها على سلامة الجميع بتفاعل جميع الأجهزة الحكومية في تنفيذ الخطة العامة للطوارئ، لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول، فنرى الإشعار المبكر من المركز الوطني للأرصاد بحالات الطقس اليومية، والاستعداد الكامل لفرق وآليات الدفاع المدني، وتوزيعها على كافة المواقع للتدخل السريع في حالات الطوارئ.
وأضاف: كذلك التعامل الأمثل من قبل وزارة التعليم بتعليق الدراسة الحضورية، وتحويل الدراسة عن بُعد حفاظاً على سلامة الطلاب والمعلمين في التعليم العام والجامعي ومنسوبي التعليم، وتخفيفًا لحركة السير، مع إمكانية استعمال المدارس كمناطق إيواء إذا دعت الحاجة، الدور الأساسي للمجتمع المدني في ضرورة البقاء في المنازل، وعدم الخروج لمواقع تجمعات المياه ومجاري السيول والأودية، حفاظًا على سلامتهم، فالتصرف غير المسؤول من البعض في البقاء بمواقع مجاري السيول وتعريض حياته والآخرين للخطر يتسبب في هدر كافة الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية لحماية الجميع.
وأضاف: «لذا آمل من الجميع التقيد بالمعلومات الصادرة من الجهات المختصة، وعدم الخروج من المنزل إلا في حالات الضرورة القصوى».
أشار مدير عام الإعلام والاتصال المؤسسي في أمانة محافظة جدة محمد البقمي، إلى أن الأمانة أعلنت منذ وقت مبكر عن استعداداتها لتنفيذ الخطة الميدانية لمواجهة الحالة المطرية المتوقعة، وفقًا للتقارير الصادرة من المركز الوطني للأرصاد، وذلك عبر انتشار فرق العمل والمعدات ورفع مستوى التنسيق مع الجهات ذات العلاقة، مضيفًا إن الأمانة باشرت الخطة الميدانية لمواجهة الحالة المطرية وسحب تجمعات المياه عبر فرق العمل التي وزعت على نطاق 16 بلدية فرعية، و13 مركزا للإسناد، وذلك في إطار الاستعدادات المبكرة بعد صدور تنبيهات المركز الوطني للأرصاد ومركز إدارة الأزمات والكوارث.
وبيَّن أن خطة موسم الأمطار يشارك في تنفيذها أكثر من 3.822 فردًا و1.490 معدة وآلية، فيما تواصل الفرق الميدانية أعمال سحب تجمعات المياه ورفع آثار الحالة المطرية، لافتًا إلى أنه لم تسجل أي حالات تعطل للحركة المرورية في المدينة.
وأوضح أن الأمانة رفعت مستوى جاهزيتها لخطة الأمطار بالاستعداد المبكر للموسم من خلال صيانة ونظافة شبكة تصريف مياه الأمطار القائمة، بالإضافة للتأكد من جاهزية المضخات والمعدات والأفراد، في حين تتزامن الخطة الموسمية مع جهود أمانة محافظة جدة في تنفيذ شبكة تصريف مياه الأمطار في المدينة، ضمن عدد من مشاريع المرحلة الحالية في أنحاء المحافظة، والتي شملت وضع الحلول العاجلة للمواقع الحرجة.