حسم الجمهوري كيفن مكارثي منصب رئاسة مجلس النواب الأمريكي بعد 15 جولة على مدار 4 أيام من الاقتراع الشاق للظفر بالأصوات اللازمة للفوز.
قدَّم مكارثي عدة تنازلات لمجموعة من المنتمين لأقصى اليمين أثارت تساؤلات بخصوص قدرة الحزب على الحكم.
وأدى فوز مكارثي في الاقتراع الخامس عشر إلى وضع حد لأعمق خلل وظيفي في الكونجرس منذ أكثر من 160 عامًا، لكنه ألقى الضوء بوضوح على الصعوبات، التي سيواجهها في قيادة أغلبية طفيفة ومستقطبة بشدة، وفقًا لوكالة رويترز.
من كيفين مكارثي؟
مكارثي هو الأصغر بين 3 أطفال من أم ربة منزل وأب مساعد رئيس الإطفاء، وُلد عام 1965 ونشأ في حي كوليدج هايتس من الطبقة الوسطى في بيكرسفيلد، وهي مدينة كبيرة في جنوب وسط ولاية كاليفورنيا تهيمن عليها الزراعة وإنتاج النفط.
حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال 1994، من جامعة ولاية كاليفورنيا.. عمل كرئيس لجمهوريي كاليفورنيا الشباب في التسعينيات، وترأس الاتحاد الوطني الجمهوري الشاب في 1999- 2001، وفقًا لموقع مجلس النواب الأمريكي.
جرى انتخاب مكارثي للمرة الأولى في مجلس النواب عام 2007، كما جرى انتخابه في فترته الثانية نائبًا جمهوريًا لرئيس مجلس النواب من 2009 إلى 2011.
أصبح مكارثي منفذًا لحزب الأغلبية من عام 2011 حتى أغسطس 2014، عندما انتخب زعيم الأغلبية ليحل محل إريك كانتور، الذي انتهت ولايته بهزيمته بالانتخابات التمهيدية.
انتُخب مكارثي زعيمًا للأقلية في يناير 2019 بعدما خسر الجمهوريون أغلبيتهم في الانتخابات النصفية لعام 2018، وتقاعد رئيس مجلس النواب بول رايان، ليصبح بذلك مكارثي أول عضو من الحزب الجمهوري من كاليفورنيا يشغل هذا المنصب.
وضع لم يتكرر منذ الحرب الأهلية
استطاع مكارثي الفوز بـ216 صوتًا من أصل 428 مقابل 212 صوتًا للمرشح الديمقراطي حكيم جيفريز.
وسادت حالة من التوتر والترقب بين الساسة والمشرعين في مجلس النواب الأمريكي، إضافة إلى انقسامات في صفوف الحزب الجمهوري، لينتهي الأمر بموافقة مكارثي على مطالبة المنتمين لأقصى اليمين بأن يتمكن أي مشرع من المطالبة بإقالته في أي وقت.
وتُعد هذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها مجلس النواب هذا الموقف، منذ عام 1860 عندما كان اتحاد الولايات المتحدة في حالة شد وجذب بشأن قضية العبودية. وقتها استغرق الأمر 44 جولة اقتراع، وفقًا لـBBC.
مكارثي وترامب
دافع مكارثي عن ترامب في مسائل التدخل الروسي في انتخابات عام 2016 والمكالمة الهاتفية التي أجراها مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الأمر الذي أدى إلى مساءلة ترامب الأولى.
توترت علاقة مكارثي مع ترامب بعد اقتحام مبنى الكابيتول بالولايات المتحدة في 6 يناير 2021، وعلى الأخص عندما وبخ مكارثي ترامب على الدور الذي لعبه في الهجوم.
لكن عاد ترامب لحشد دعمه لمكارثي في منافسته على رئاسة مجلس النواب، ونصح زملائه الجمهوريين بعدم معارضة مكارثي والتوقف عن أساليبهم لأنها ستؤدي بهم إلى هزيمة هائلة بدلًا من فوز مرشحهم.