أشارت مجلة "بوليتيكو" إلى أن وجود اتفاق بين الاستراتيجيين العسكريين الغربيين والروس على فداحة خطأ حشد عدد كبير من المجندين الجدد داخل مبنى في نطاق صواريخ أوكرانيا.
وبحسب مقال لـ "جيمي ديتير"، لم يقتصر الخطأ على تجمع عدد كبير من المجندين معًا في مكان واحد على بعد 10 كيلو مترات فقط من الخطوط الأمامية، لكن وجودهم قرب مخزن ذخيرة ضخم، زاد من قوة الانفجار.
غياب الثقة
وأضاف المقال: مع تصاعد الانتقادات من المشرعين والمعلقين الحكوميين أيضًا، لم يكن أمام وزارة الدفاع سوى كسر صمتها الأولي بشأن الكارثة ومحاولة إدارة رواية الحادث من خلال الوعد بإجراء تحقيق.
وأردف يقول: لكن الجهود باءت بالفشل حتى الآن، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى محاولات الوزارة الحكم مسبقًا على التحقيق من خلال إلقاء اللوم على المجندين أنفسهم بدعوى تحديهم حظر استخدام الهواتف المحمولة.
وأردف: على الرغم من الاعتقاد بأن كلا الجانبين قد استخدم إشارات الهاتف الخلوي لأغراض الاستهداف، إذ سبق لروسيا ضرب قاعدة عسكرية أوكرانية بالقرب من مدينة "لفيف" وربما من قبل أوكرانيا لاستهداف جنرال روسي في مارس الماضي؛ إلا أن بعض النقاد في موسكو لا يثقون في هذا الادعاء.
تنصل من المسؤولية
ونقل عن سيميون بيغوف، وهو مدون رفيع المستوى حصل على وسام الشجاعة من الرئيس فلاديمير بوتين العام الماضي، قوله: قصة الهواتف المحمولة ليست مقنعة للغاية.
ولفت إلى أن محاولة وزارة الدفاع الحكم مسبقًا على التحقيق قد باءت بالفشل، إذ يرى الكثيرون أن القرار الأصلي بجمع الكثير من الجنود في مكان واحد هو السبب الرئيسي للكارثة، ويقولون: إن إلقاء اللوم على الجنود هو جزء من محاولة لإبعاد المسؤولية عن إخفاقات القادة والضباط.
وتابع: إن إلقاء اللوم على المجندين يزيد من الشك في إمكانية إدانة ومعاقبة كبار القادة، لكن توجد دلائل تشير إلى أن الغضب سوف يتزايد في حالة غياب المحاسبة.
شائعات بحدوث هزة
وأضاف المدون: منذ أسابيع، كانت هناك شائعات عن حدوث هزة في المستويات العليا من القوات المسلحة الروسية، مع الحديث عن احتمال استبدال رئيس الأركان العامة فاليري جيراسيموف، من بين آخرين، وهو أمر طالما طالب به الزعيم الشيشاني رمضان قديروف وزعيم القوات شبه العسكرية يفجيني بريجوزين.
وأردف: مع تزايد الإحباط والاتهامات المتبادلة حول عدم كفاءة القيادة، من غير المرجح أن تتراجع مطالب المنتقدين الروس المؤيدين للحرب، الذين ظلوا يتذمرون بشأن إدارة الحرب لعدة أشهر.