DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

"عالم إيراني" يشيد بجهود "الأطباء الليليين" في إسعاف المحتجين

"عالم إيراني" يشيد بجهود "الأطباء الليليين" في إسعاف المحتجين
مضايقات واسعة من عناصر النظام للمعارضين وداعمي الانتفاضة - رويترز
مضايقات واسعة من عناصر النظام للمعارضين وداعمي الانتفاضة - رويترز

أشاد الجراح والعالم الأمريكي الإيراني البارز المقيم في ولاية أوهايو، د. فيروز دانشكري، بالانتفاضة الشعبية وجهود أطباء الطوارئ، وقال: "أطباء الليل" وغيرهم من الأبطال المجهولين للاحتجاجات في إيران يستحقون دعمنا.

وبحسب دانشكري، عُثر على د. آيدة رستمي، الطبيبة التي تبلغ من العمر 36 عامًا، ميتة في ديسمبر، وتظهر على جسدها علامات التعذيب، وقد فقدت إحدى عينيها وشوه نصف وجهها، وتساءل عن جريمتها؟.

بداية الحكاية

عن بداية القصة، يحكي العالم الإيراني بقوله: كانت رستمي طبيبة ملتزمة بـ"قسم أبقراط" تعرضت للتعذيب حتى الموت، لمجرد أنها قدمت العلاج الطبي للمتظاهرين المناهضين للنظام، ففي 12 ديسمبر، كانت تعتني بالعديد من المتظاهرين الجرحى في منطقة "أكباتان" بطهران، عندما غادرت منزل أحد المصابين للحصول على الإمدادات وقُبض عليها.

وأضاف: تعهدت رستمي بأن تصبح طبيبة، بعد أن فقدت والدها بسبب السرطان عندما كانت صغيرة، لقد خاطرت بحياتها لإنقاذ الإيرانيين خلال "كورونا"، لكن انتهى بها الأمر بالتعذيب حتى الموت لمساعدة مواطنيها "إنسانيًا".

المحتجون الإيرانيون مستمرون في انتفاضتهم حتى سقوط نظام الملالي - اليوم

واستمرت الانتفاضة الشعبية المناهضة للنظام لأكثر من 100 يوم، مع شعارات مثل "ملعون الخميني"، في إشارة إلى المرشد السابق للنظام، و"الموت لخامنئي مرشد الإرهاب، وتردد صداها في جميع أنحاء البلاد.

الحملة القاسية

طهران ردت بحملة قمع شديدة وقاسية على الانتفاضة، ووفقًا لحركة المعارضة الإيرانية الرئيسية، منظمة مجاهدي خلق، استشهد ما لا يقل عن 750 متظاهرًا، بمن فيهم ما لا يقل عن 65 حدثًا، وقُبض على ما يصل إلى 30 ألف شخص.

وتفيد التقارير المتراكمة عن قيام قوات الأمن بمداهمة المستشفيات وأخذ المتظاهرين للتعذيب والاستجواب.

وكشف عدد من مديري المستشفيات، عن إجبارهم على تقديم قوائم بأسماء المرضى إلى حرس نظام الملالي الإرهابي، على هذا النحو، تجنب العديد من المتظاهرين المستشفيات، حتى بعد إصابتهم بجروح خطيرة.

وأدت هذه الظاهرة إلى ظهور شبكة من "الأطباء الليليين"، الذين يكرسون جهودهم لعلاج المتظاهرين المصابين خارج نظام المستشفيات، وبعيدًا عن أنظار قوات الأمن، أنتجت تلك الشبكة العديد من الأبطال المجهولين، ولم تكن رستمي هي الوحيدة التي فقدت حياتها.

العالم الأمريكي الإيراني د.فيروز دانشكري - اليوم

استعادة للذاكرة

يعود فيروز دانشكري بذاكرته ويقول: لا يعتبر الوضع الحالي فريدًا من نوعه، في الثمانينيات، عندما كنت طالبًا في كلية الطب بجامعة طهران في إيران، عالجت العديد من النشطاء في منازلهم، أو في أي مكان كانوا يختبئون فيه من السلطات، دون أي معدات تقريبًا وإمدادات ضئيلة.

ويواصل: اُعتقلت وتعرضت للتعذيب الشديد خلال تلك الفترة، ونُقلت في النهاية إلى عنبر مكتظ بالسجناء في سجن "إيفين"، بمجرد أن اكتشفوا أنني طالب طب، بدأ دوري السري كطبيب معتقل.

وتابع: كنت محظوظًا لأنني تركت السجن على قيد الحياة، مع الأخذ في الاعتبار أنني أيضًا كنت ناشطًا مع "مجاهدي خلق"، في ذلك الوقت، كما هو الحال الآن، تمتعت المنظمة بدعم هائل بين الناس من جميع مناحي الحياة، بما في ذلك التكنوقراط والأطباء.

ولفت إلى أن المنظمة كانت العدو اللدود لنظام الملالي منذ إنشائه، وعلى هذا النحو، أُعدم حوالي 120.000 من نشطاء مجاهدي خلق، بما في ذلك أكثر من 30% من زملائه بالدراسة في إيران على مر السنين.

هروب دانشكري

يقول دانشكري: بعد هروبي من إيران، أصبحت أستاذًا للجراحة في الولايات المتحدة وعالِمًا في مجالي، هكذا يحكي دانشكري الذي يستدرك بالقول: ولكن على الرغم من مرور أكثر من ثلاثة عقود، لم أنس أبدًا الألم الذي رأيته بين الشباب في إيران، الذين لا يمكنني فعل الكثير من أجلهم.

احتجاجات العراق في 2019 رفضت تدخل إيران ومتظاهر يحرق صورة سليماني - اليوم

وأردف: مرة أخرى، أجد أنه من المشجع أن العديد من المهنيين الطبيين الإيرانيين، يتحدون جهود النظام لإيقاع النشطاء المصابين واعتقالهم.

واستطرد الجراح المقيم في ولاية أوهايو قائلا: علاوة على ذلك، أنا فخور بأن وحدات المقاومة التابعة لمنظمة "مجاهدي خلق" ساعدت في تنسيق شبكة الأطباء الليليين، بينما لعبت أيضًا دورًا مركزيًا في الانتفاضة.

وزاد: أبطال مثل رستمي يقدمون التضحية القصوى لتحقيق الديمقراطية والحرية في إيران، بالنظر إلى تجربتي الخاصة، يمكنني أن أتخيل جيدًا ما يمر به الأطباء والممرضات الإيرانيون، منذ بدء الانتفاضة في منتصف سبتمبر.

دانشكري ختم مناشدًا المجتمع الدولي أن يدين بشدة فظائع النظام، وأن يتخذ إجراءات مثل فرض عقوبات جدية، ووقف المفاوضات مع "الملالي"، والاعتراف بحق الإيرانيين في الدفاع عن أنفسهم.