تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عما إذا كان التوافق الظاهر بين رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وزعيم حزب العمال كير ستارمر بداية حل المشكلات الأعمق للمملكة المتحدة.
وبحسب تحليل لـ"مارتن ايفينز"، فبعد 6 سنوات من السياسة المضطربة والصاخبة والوعود الباهظة بعظمة المستقبل، افتتح قادة الحزبين الكبيرين في المملكة المتحدة العام الجديد بالتنافس حول من يكون الرجل الأكثر عقلانية.
أهداف متواضعة لتحسين الأوضاع في العام المقبل
وأضاف: بدلًا من التعهد بجنة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لفرص الصفقات التجارية، وإلغاء القيود والتخفيضات الضريبية المتأرجحة، حدد رئيس الوزراء ريشي سوناك 5 أهداف متواضعة لتحسين الأوضاع في العام المقبل.
وأردف: في الوقت نفسه، كان نهج كير ستارمر زعيم حزب العمال متواضعًا بالمثل، إذ ابتعد عن الحديث عن اليوتوبيا الاشتراكية وفوائد الإنفاق العام.
السعي إلى تحسين الترتيبات التجارية مع أوروبا
وتابع: في الواقع، يتفق الرجلان على أنه لا توجد شجرة أموال سحرية من شأنها أن تدفع مقابل الزيادات الضخمة في الإنفاق.
وأضاف: من المرجح أن يتعامل كلا الزعيمين مع موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بطريقة مماثلة، عبر السعي إلى تحسين الترتيبات التجارية مع أوروبا على الرغم من وجهات نظرهما المختلفة حول الاستفتاء.
إجماع حول القضايا الكبرى للسياسة البريطانية
ومضى يقول: في حقبة سابقة من السياسة البريطانية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، كان هناك إجماع حول القضايا الكبرى للسياسة، إذ دعّم المحافظون إنشاء حزب العمال لدولة الرفاهية بعد الحرب، وتقبّل حزب العمال أن اقتصاد السوق المزدهر، وليس الاشتراكية، هو أمر أساسي لازدهار المملكة المتحدة.
واستطرد: أطلق على ذلك اسم "بوتسكيلية" نسبة إلى وزير حزب المحافظين الإصلاحي راب بوتلر، وهيو جيتسكيل، الزعيم الوسطي لحزب العمال.
وأردف: صحيح أن "البوتسكيلية" لم يكن لديها دواء سحري لزيادة النمو الاقتصادي الضعيف نسبيًا في بريطانيا، بالنسبة إلى أوروبا المزدهرة، لكن البلاد ازدهرت لأكثر من عقد، وحررت نفسها من الإمبراطورية دون الكثير من إراقة الدماء، وكانت في سلام معقول مع نفسها.
خطوط فاصلة حادة بين الأحزاب قبل الانتخابات العامة
وتابع: مما لا شك فيه أنه ستكون هناك خطوط فاصلة حادة بين الأحزاب قبل الانتخابات العامة القادمة.
وأضاف: لم يقترح أي من سوناك ولا ستارمر أي شيء، مثل صيغة رابحة لاستعادة النمو الاقتصادي، لكن التوافق العملي بين المحافظين والعمال بشأن بعض القضايا الرئيسية سيكون موضع ترحيب من قبل العديد من الناخبين، وقد يبدأ في حل المشكلات الأعمق للمملكة المتحدة.
