انطلقت، أمس الأحد، تظاهرات أطلق عليها «يوم الانتقام»، احتجاجًا على ممارسات النظام الإيراني القمعية ضد المحتجين في مدن وشوارع البلاد، خاصة الاعتقالات وأحكام الإعدام، مطالبة بالقصاص.
يأتي ذلك فيما لا تزال تداعيات إعدام النظام لشابين مستمرة، وسط غضب شعبي واسع عمّ البلاد، وتنديد ورفض دولي أعقب إعلان طهران شنق محمد مهدي كرمي، ومحمد حسيني، صباح السبت، على خلفية مزاعم بقتل عضو الباسيج روح الله عجميان.
ونفذّت عمليتا الإعدام شنقاً رغم الحملة التي كانت تقوم بها مجموعات حقوقية دولية للعفو عن الشابين.
تنديد أوروبي
الانتقادات الدولية انهالت على أحكام ملالي الإرهاب، إذ ندد برلمانيون أوروبيون من أصول إيرانية، ومنظمات حقوقية، بعمليات الإعدام المتزايدة في إيران، وطالبوا المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فورية لمنع هذه الإعدامات.
بالتزامن مع الإدانات الدولية للنظام بسبب إعدام المتظاهرين كرمي، وحسيني، انطلقت مسيرات احتجاجية في العاصمة طهران، بالإضافة إلى مدن إيرانية أخرى، مرددين هتافات مناهضة للنظام، كان أبرزها: «الموت لخامنئي، الموت للديكتاتور، وإذا قتل شخص سيقف خلفه ألف مواطن»، وأعربت شخصيات ومنظمات حقوقية محلية مختلفة عن غضبها، واعتبرت الإعدامات مؤشرًا على ضعف النظام الإيراني الذي يعيش آخر أيامه.
نجل شاه إيران السابق، رضا بهلوي، كتب رداً على إعدام الشابين: «لم يُعدما، بل قتلا على يد نظام إرهابي».
القاتل «إرهابي»
وفي سياق الانتفاضة الشعبية الإيرانية، شهدت منطقة «هفت حوض نارمك»، خروج عدد من الشباب في احتجاجات سلمية ليل السبت/ الأحد، تنديدًا بإعدام المتظاهرين، ورددوا هتافات: «لا نريد نظامًا يحكم بالإعدام، والموت للنظام قاتل الأطفال، والموت لخامنئي».
وفي منطقة أمير آباد، هتف المتظاهرون ليلًا: «خامنئي سنقتلك»، وردد عدد من أهالي منطقة مرزداران ومن منطقة بونك، شعارات مثل: «هذا العام هو عام الدم، سيسقط فيه خامنئي، والاعتداء، الجريمة، الموت لهذا النظام».
وفي شارع فردوس، احتج المتظاهرون على إعدام كرمي وحسيني بهتافات: «الموت للجمهورية، والموت لخامنئي».
غضب المعارضة
المعارضة الإيرانية نظمت مسيرات في أكثر من 12 مدينة أوروبية وأمريكية وأسترالية، السبت، وأدانوا وأعربوا عن اشمئزازهم من إعدام شابين آخرين.
وجاءت هذه المظاهرات في واشنطن ولندن وباريس وكولونيا وبرلين وميونيخ وستوكهولم ويوتوبوري وفيينا وأوسلو وسيدني وهايدلبرغ ولاهاي، وغيرها تزامنًا مع الذكرى الثالثة لإطلاق حرس النظام الإرهابي الصواريخ على طائرة الركاب الأوكرانية التي قتلت 176 راكبًا وطاقم طيران.
وطالبوا المجتمع الدولي بالصرامة في التعامل مع الإجراءات المعادية للإنسان من قبل الملالي ضد الشعب الإيراني، وإغلاق سفارات النظام في تلك الدول، وطرد عناصره ومرتزقته منها.
