يواصل تلسكوب جيمس ويب الفضائي التعمق في الماضي وتاريخ الكون، إذ رصد عبر صور عالية الدقة كيفية تكوّن مجرات شبيهة بعالمنا في مجرة درب التبانة والتي تنتمي إليها المجموعة الشمسية.
الصور الجديدة تضع تصورات لكيفية نشوء مجرة درب التبانة، إذ تمكن التليسكوب من التقاط صور لإحدى المجرات شابة التي يبلغ عمرها مليارات من السنين وهي شبيه إلى حد كبير مجرد الطريق اللبني التي تحوي كوكب الأرض.
مهمة جيمس ويب
تتمثل الأهداف الأساسية للتليسكوب في دراسة تشكل مجرات ونجوم وكواكب الكون، برصد النجوم والمجرات الأولى التي تشكلت في بدايات الكون قبل 13.5 مليار سنة، الأمر الذي سيسهم في فهم أكثر دقة لنشأة الكون وكيفية تكون النجوم والكواكب، بخاصة نظامنا الشمسي وكوكب الأرض.
مهمة أخرى يقوم بها التليسكوب وهي مسح الفضاء بحثا عن أي شكل للحياة في الكواكب البعيدة التي تقع خارج نظامنا الشمسي، ومعرفة المكونات الجيولوجية لها.
ويتوقَّع علماء الفلك استخلاص استنتاجات من البيانات والصور التي يرسلها التليسكوب، بخصوص تكوين النجوم والمجرات الأولى.
"أعمدة الخلق".. أحدث مشهد كوني لتلسكوب «جيمس ويب»#اليوم pic.twitter.com/sF8YOjxdZt— صحيفة اليوم (@alyaum) October 20, 2022
نظريات تطور الكون
ويعتقد علماء ناسا، بحسب صحيفة "إندبندنت"، أن مكتشفات التلسكوب تعد بابا جديدا يكشف بعمق عن نظريات تطور الكون.
المجرات المكتشفة حديثا يبلغ عمرها ما بين 8 و11 مليار سنة في الماضي عندما كان الكون أصغر بكثير، وهي ذات قضبان نجمية.
وهذه هي المرة الأولى التي تُلاحظ فيها القضبان النجمية في مثل هذه المجرات الشابة، مما يمثل تحديًا للنماذج الحالية لكيفية تشكل المجرات ونموها.
الثقوب السوداء
قد تساعد الصور أيضًا علماء الفلك في الإجابة عن الأسئلة الحالية حول المجرات، مثل كيفية نمو الثقوب السوداء الهائلة في مراكز المجرات وكيف تحصل المجرات على ما يكفي من المواد لتكوين النجوم في مراكزها، والتي تسمى "مشكلة سلسلة التوريد في المجرات".
ويقول عالم الفلك يوشين جو "بالنسبة لهذه الدراسة، نحن نبحث في نظام جديد لم يستخدم فيه أحد هذا النوع من البيانات أو أجرى هذا النوع من التحليل الكمي من قبل، لذا كل شيء جدي. إنه مثل الذهاب إلى غابة لم يدخلها أحد من قبل".
وأضاف أن هذه القضبان النجمية يمكن أن "تحل مشكلة سلسلة التوريد في المجرات".
ويكمل جو: "مثلما نحتاج إلى جلب المواد الخام من المرفأ إلى المصانع الداخلية التي تصنع منتجات جديدة، فإن قضيبًا ينقل الغاز بقوة إلى المنطقة الوسطى، حيث يتم تحويل الغاز بسرعة إلى نجوم جديدة بمعدل أسرع من 10 إلى 100 مرة في المعتاد".
وأكد أن هذا الاكتشاف هو دليل آخر على القدرات غير العادية للتلسكوب الفضائي الجديد التابع لناسا، وخطوة نحو فهم كيفية ظهور مجرات مثل مجرتنا درب التبانة.
ويهتم فريق التلسكوب جيمس ويب، باكتشاف نشوء الكون، إذ، كشف أكتوبر الماضي، عن أقدم عناقيد النجوم التي شوهدت على الإطلاق.
ورصد علماء الفلك أولى الصور المذهلة لأبعد العناقيد الكروية المكتشفة على الإطلاق، وهي موجودة في مجرة عمرها 9 مليارات عام، وبحسب العلماء، فإن عناقيد النجوم، قد تشمل تكتلات الملايين من النجوم الأولى والأقدم في الكون.
وتأتي النتائج من التحليل العلمي لصورة جيمس ويب الأولى الحقل العميق الأول لويب وأصبحت تلك الصورة، التي تحتوي على آلاف المجرات المتلألئة، مشهورة كونها أولى الصور التي تم إطلاقها من التلسكوب الجديد.
