أوضح أستاذ الإعلام السياسي د. عبدالله العساف، أن ما تتعرض له المملكة حاليًا ليس عملية تهريب مخدرات فقط، وإنما حرب مخدرات غير منظورة وبأدوات جديدة، تستهدف ضرب عماد الأمة وهم فئة الشباب الذين يشكلون 60% من المجتمع السعودي.
وأشار إلى أن رجال الجمارك في السابق كانوا يتعاملون مع كميات محدودة من الحبوب أو الجرامات، أما اليوم فقد فأصبح التعامل مع كميات كبيرة مهولة لا يمكن عدها بالأطنان، مفسرًا ذلك بأن هناك شبكات دولية ودولا ومخابرات وغيرها من الأجهزة تقف وراء عمليات التهريب.
تكافل الجميع
أكد د. العساف أن المملكة مستهدفة من المنظمات، والمسؤولية كبيرة على الأبوين والمؤسسات التعليمية والمنابر الدعوية ووسائل الإعلام، خصوصًا بعد ظهور كثير من الحوادث التي تقف خلفها المخدرات، ولمواجهة الحرب الجادة والناعمة والخفية يجب تكافل الجميع للوقوف في وجهها.
جهود جبارة
ذكر القاضي بالمحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا أمن الدولة وجرائم الإرهاب سابقًا، د. يوسف الغامدي، أن ما يبذله رجال الأمن من جهود جبارة وما يحصلون عليه من دعم منقطع النظير من ولاة أمرنا -حفظهم الله- لحماية ثروات هذا البلد الطاهر، لا يمكن حصره.
وبيَّن أن حرب المخدرات إحدى أهم وأخطر الحروب التي تشنّ على شبابنا لكبح جماح ثورة نهضتهم وتقدمهم بين الحضارات، ولذلك لا تتوانى دولتنا الحبيبة عن الضرب بيد من حديد لكل مجرم مشترك في هذه الحرب من خلال الأحكام الشرعية الرادعة للمهربين والمتاجرين في هذا السم القاتل.
دقة الرصد
وأضاف المتخصص في علم الجريمة د. عبدالعزيز آل حسن: يعمل رجال الأمن على رصد ومتابعة مهربي المخدرات بجميع الأشكال والتحري الدقيق والخطوات الاستباقية واستخدام التقنية وكل وسائل المكافحة لكشف المواد المخدرة وطرق تهريبها، والقيام بالإجراءات الأمنية وإيقاع العقوبات بحق المجرمين الذين يحاولون العبث بأمن وأمان هذا الوطن.
وتابع: وهذا يدل على قوة العزيمة وجودة التدريب واحترافية العمل ودقة الرصد والضرب بيد من حديد على يد كل مجرم ومهرب ومروج لهذه المواد السامة الهادمة للصحة البشرية والقيم الإنسانية.
حملات توعوية
وأوضحت الباحثة في علم الجريمة د. مها الجهني، أن المخدرات فتيلة من قنابل بلا صوت، تؤثر في الأبدان والعقول والأرواح، وتبذل المملكة جهودا جبارة بالتنسيق والتكامل بين الجهات المختصة لمكافحة المخدرات، وكذلك يحرص رجال الأمن على حماية أبناء الوطن من هذه الآفة الخطيرة.
وأضافت أن دور النيابة العامة كبير في مواجهة هذه الحرب. مؤكدة أن أمن المجتمع وسلامته مقدّم على أمن الفرد. لافتة إلى ضرورة تنفيذ حملات توعوية للحد من انتشار جريمة المخدرات.
مسؤولية مجتمعية
وقالت الاختصاصية الاجتماعية خلود الحمد، إن المخدرات ليست مجرد مادة تؤثر في الفرد وحده، لكن يمتد أثرها إلى الأسرة والمجتمع.
وبيَّنت أن المسؤولية المجتمعية تحتِّم علينا الوقوف جنبًا إلى جنب مع رجال الأمن ومكافحة المخدرات وزيادة الوعي بماهية إدمان المخدرات والمواد التي يتعاطاها المدمن، وكيفية تعامل ذوي المدمن معه. لافتة إلى أن مادة الشبو خطيرة، لأن المتعاطي يدمنها من أول مرة.
ضياع المستقبل
وأكدت الكاتبة والمحققة الجنائية آلاء الحمد، أن انتشار المواد المخدرة بين الشباب يؤدي بحياتهم إلى خطر كبير وضياع مستقبلهم. مشيرة إلى أن الجهود الكبيرة التي تقدمها الجهات الأمنية تمنع وتحد من انتشار تلك الآفات وحماية المجتمع من أضرارها.
591 متهمًا في 4 أشهر
كانت النيابة العامة قد أقامت الدعوى الجزائية بحق 591 متهمًا بتهريب المخدرات إلى المملكة، خلال أربعة أشهر فقط، بواقع 257 قضية تهريب باشرتها نيابات المخدرات بمناطق ومحافظات المملكة.
فيما أكد مختصون أن المملكة تواجه حربًا خفية تستهدف شبابها إلا أن رجال الأمن يقفون لها بالمرصاد.
وأوضحت النيابة العامة عبر حساباتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، أن المواد المخدرة التي حاول الجناة تهريبها شملت 40.000.000 حبة إمفتامين، فيما بلغ وزن الحشيش 2.5 طن، ومادة الشبو 800 كيلو وغيرها.
وتقوم جهات الضبط المختصة في قضايا المخدرات بالمملكة، بدورها الفاعل حيال التحري والاستدلال عن جريمة تهريب المخدرات ومكافحتها وملاحقة المتهمين فيها والقبض عليهم، وضبط المواد المخدرة في كافة منافذ المملكة البرية والبحرية والجوية.