أي عربي، في أي شاشة وفي أي مجلس، يمجّد إيران، ويقول إن خامنئي ونظامه وحرسه يدافعون عن فلسطين، ويسعون إلى تحريرها، ويسعون لتعزيز الأمة الإسلامية، فاعلم أنه كذوب يمتهن المراوغة وأساليب مخادعات النخب الفارسية، التي تمكنت، على مدى مئات السنين، من زرع الشعوبية وكُره العروبة في ثقافات شعوب كثيرة، وأقنعت رعاع ومغيَّبين بأن العرب، وهم أمة الرسول وأمة الإسلام، يعادون الإسلام والرسول «صلى الله عليه وسلم». وجعلت من ذكر بني أمية شتيمة في كل مجلس. وبنو أمية قادة فاتحون أفذاذ، ومنهم صحابة أبرار، رفعوا من شأن الأمة وسيَّدوها حقبًا طويلة، وشاركوا في صناعة التاريخ. ومناقب العرب هذه، بالذات، هي التي أشعلت الحقد في نفوس النخبة الفارسية التي تتوارث كره العرب، وتجتهد في تأليف واختلاق القصص المهينة للأمة.
حينما فكَّر الإيرانيون في تصدير خرافاتهم، شكَّلوا ميليشيات لغزو الوطن العربي، اعتمدوا على أنه في العالم العربي مرضى وشراذم تتناغم مع الهوى الشعوبي المعادي للأمة. لهذا امتد الأخطبوط الإيراني ليجند شبابًا وشيبًا ومثقفين وحتى مسؤولين في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وفي دول الخليج العربي والمغرب العربي؛ ليجاهدوا في نصرة الخمينية الطائفية العنصرية. ويتراوح ولاء هؤلاء بين الذين يقدمون أرواحهم والذين يقدمون كراماتهم فداء للمرشد الإيراني العنصري، وحرسه الذين يتسلُّون بالقصص المفبركة المهينة للعرب، ولكل أسلوبه وطريقته، منهم مَن ينفخ في إيران ويهوّل القوة الإيرانية ليزرع الوهن والخوف في يراع الأمة، ومنهم مَن يعطي ميليشيات إيران وجاهة، ويبرئها من عقائدها المنحرفة وجرائمها الإرهابية (وخدماتها الفعلية للصهيونية)، وكأنه من جنود الباسيج المخلصين. ثم ينافق ويزعم أنه عربي. لهذا نجد عربًا كثيرين في العراق وسوريا واليمن ولبنان، يؤلهون الإيرانيين، ويتعبدون بأذكارهم وخرافاتهم ويطلبون رضاهم، ويضللون الأمة بعناوين فلسطين والإسلام، حتى أن أمين حزب الله اللبناني حسن نصرالله، قال يومًا إن «المرشد خامنئي لا يحتاج أن يصدر أمرًا، بل نحن نشعر بما يرغب به، وننفذ فورًا». إلى هذه الدرجة من العبودية والاستلاب المحزن وضع العرب أنفسهم بهذه الدونية المخيفة.
وتر:
أمة الطيبت والندى
تجاهد، قرونًا مما تعدون، العاديات
وسيوف الغدر..
وسنين مدلهمة، ورياح السود العاتيات
@malanzi3