انفتحت شهية البنوك المركزية الكبيرة على الذهب خلال العام الجديد 2023، وفي أواخر العام الماضي 2022، اشترت 50 طنًا إضافيًا خلال شهر نوفمبر الماضي وحده، بزيادة قياسية قدرها 47٪ مقارنة بمستويات أكتوبر.
واستحوذت ثلاثة بنوك مركزية على إجمالي مشتريات المعدن الأصفر بقيمة 55 طناً، بينما ساهم اثنان من البنوك المركزية إلى حد كبير في إجمالي المبيعات البالغة 5 أطنان، مما يدل على قوة الطلب العالمي على الذهب والحرص على تخزينه كمعيار معادل بجانب الدولار، وفق ما ذكر موقع "جولد هاب".
جاء أكبر إعلان من بنك الشعب الصيني (المركزي)، حيث أبلغ عن زيادة قدرها 32 طناً، وهي أكبر عملية شراء تم الإبلاغ عنها في نوفمبر، وأول زيادة معلن عنها في احتياطياته من الذهب منذ سبتمبر 2019.
يعد هذا الإعلان مهمًا، نظرًا لموقع الصين التاريخي كمشتري كبير للذهب، حيث تراكم لديها 1448 طناً بين عامي 2002 و2019، وتحرص الدولة الآسيوية على تخزينه كمساهم في تقوية اقتصادها، هذا بجانب ما لديها من الدولار والاحتياطات الأجنبية الأخرى.
وفي نهاية نوفمبر بلغ احتياطي الذهب لدى بنك الشعب الصيني 1980 طناً ما يمثل 3.4٪ من إجمالي الاحتياطيات. كما واصل البنك المركزي التركي شراء الذهب في نوفمبر، مضيفًا 19 طناً آخر إلى احتياطياته الرسمية. وأدى هذا إلى ارتفاع صافي مشترياته من الذهب منذ بداية العام وحتى تاريخه إلى 123 طناً، وهي أكبر كمية تم الإبلاغ عنها من قبل أي دولة، واحتياطياته الرسمية من الذهب بلغت 517 طناً (27٪ من إجمالي الاحتياطيات).
أضاف البنك المركزي لجمهورية قيرغيزستان إلى احتياطياته من الذهب لأول مرة هذا العام، حيث اشترى 3 أطنان في نوفمبر لزيادة إجمالي احتياطياته من الذهب إلى 16 طناً (بزيادة 61٪ منذ بداية العام).
وعلى صعيد المبيعات، كان البنك الوطني الكازاخستاني والبنك المركزي الأوزبكي من أكبر البائعين، حيث خفضت كازاخستان احتياطياتها من الذهب بحوالي 4 أطنان إلى 380 طناً (-5٪ منذ بداية العام)، بينما انخفض احتياطي الذهب في أوزبكستان بنحو 2 طن إلى 397 طناً، أي أعلى بنسبة 10٪ منذ بداية العام وحتى تاريخه.
وذكر محللون أن مشتريات البنوك المركزية كانت أحد المعالم البارزة في سوق الذهب في عام 2022، بعد أن تم شراء ما صافيه 673 طناً بين الربع الأول والربع الثالث.
وبالنظر إلى خريطة الاحتياطات العالمية، من المحتمل أن تكون البنوك المركزية قد جمعت مستوى مرتفعًا من الذهب لعدة عقود في عام 2022، وهو ما يقول إن العام الجديد 2023، سيشهد المزيد من الارتفاع في هذه الاحتياطات.
وقال مجلس الذهب العالمي إن مشتريات المعدن الثمين التي كانت في يوم من الأيام أساس النظام النقدي الدولي في عام 2022 كانت الأعلى منذ 55 عامًا. وقادت روسيا والصين موجة الشراء مع زيادة عدد من الدول الصغيرة من احتياطاتها.
