القاعدة في التجارة أن بناء السمعة للعلامات التجارية هو ثمرة سنوات طويلة من العمل الشاق والنجاح والنمو المتواصلين.
لذا فإن قرار إشهار العلامة التجارية مكلف ماديًّا، وتزداد الكلفة كلما كان طلب الإشهار مستعجلا ونطاق الجمهور واسعا على مستوى دولة أو قارة على مستوى العالم، كما في رياضة كرة القدم حول العالم. لذا استمرت في إيطاليا شراكة الرعاية بين نادي إنتر ميلان لكرة القدم وشركة الإطارات متعددة الجنسيات Pirelli لمدة 27 عامًا منذ بداية موسم 1995-96 حتى 2021، كإحدى أفضل الشراكات التي كلفت شركة الإطارات عشرات الملايين سنويا (أكثر من 10 ملايين جنيه إسترليني في الموسم بصرف النظر عن المكافآت)، إلا أن العلامة التجارية اكتسبت شهرة واسعة على مستوى العالم وكانت شاهدًا على بطولات إنتر على قمة الأندية الأوروبية، فضلًا عن الشهرة المرتبطة بنجومه من الصف الأول نهاية التسعينيات وبداية الألفية مثل المهاجمين البرازيليين رونالدو، وأدريانو، والأرجنتينيين زانيتي وفيرون.
ربما تفسّر هذه المعادلة المادية المكلفة أن معظم قمصان أندية كرة القدم في السعودية لا تحمل اسم علامة تجارية شهيرة عالميا كراع رئيس في منطقة الصدر، كما أن الرعايات للعلامات التجارية محلية أو إقليمية لا تستمر أكثر من بضع سنوات تُعد على اليد الواحدة. لكن انضمام اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى صفوف النصر السعودي مؤخرًا، قد يغيّر المشهد فالصحافي في «ماركا» الإسبانية والمهتم بالعلامات التجارية خوزيه فليسك ديارز سأل في حسابه في تويتر مع صورة لرونالدو بقميص النصر عن الشركة السعودية التي تضع اسمها على صدر قميص النصر، مشيرًا إلى أنها أكثر الرابحين من وصول كريستيانو للكرة السعودية.
الاتجاه في السعودية لاستقطاب لاعبين عالميين بقيمة كريستيانو رونالدو، قد يغيّر من حسابات الشركات المحلية وحتى العالمية للدخول معها في رعايات باهظة مع الأندية الجماهيرية كالنصر والاتحاد والهلال والأهلي، فثمن الشهرة يستحق.