لا تتوقف التحركات "الاستراتيجية" في منطقة المحيط الهادئ القابلة للاشتعال، إذ يتعاون الحليفان الولايات المتحدة واليابان في عملية جديدة لتعديل انتشار وحدات مشاة البحرية الأمريكية في أوكيناوا، ضمن مساعي ردع الصين التي تبسط نفوذها تدريجيا على المنطقة.
تواصل اليابان عملها على تعميق شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة في محاولة لمواجهة الصين، ويناقش التعديل العسكري المرتقب رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، في البيت الأبيض خلال زيارته للولايات المتحدة يوم الجمعة المقبل.
تأتي زيارة "كيشيدا" لواشنطن وسط رغبة من الرئيس الأمريكي جو بايدن في إعطاء دفعة قوية لطوكيو، التي رفعت الإنفاق الدفاعي بشكل كبير، وأقرت استراتيجية جديدة للأمن القومي تدعو إلى "هجوم مضاد" أو قدرة هجومية بعيدة المدى، لتمكينها من الوصول إلى أهداف في الصين.
وقال مسؤولو البيت الأبيض في بيان لصحيفة "ذا بوست" إن الاجتماع بين الرئيس بايدن ورئيس الوزراء كيشيدا سيسلط الضوء على اللحظة المحورية التي نحن بصددها للتحالف الأمريكي الياباني.
للمرة الثانية في شهر.. #الصين تجري تدريبات عسكرية بالقرب من #تايوان#اليوم pic.twitter.com/5Q4IclvKM9— صحيفة اليوم (@alyaum) January 9, 2023
خطوة المارينز
هذا الأسبوع، سيعلن الحليفان عن تغيير الغرض من تواجد كتيبة مشاة البحرية المتمركزة في أوكيناوا، لتكون قادرة بحلول عام 2025 على الانتشار السريع، للقتال في جزر نائية وصعبة، وفقًا للعديد من المسؤولين الأمريكيين، بحسب ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست".
ويخطط سلاح مشاة البحرية لتزويد الفوج بقدرات متقدمة، مثل الصواريخ المضادة للسفن، التي يمكن إطلاقها على السفن الصينية في حالة نشوب نزاع في تايوان.
وبحسب الصحيفة، قال المسؤولون إن هذا يعد أحد أهم التطورات في وضع القوات الأمريكية بالمنطقة منذ عقد على الأقل.
وقال مسؤول: "اليابان تعمل على تحسين قدرتها بشكل كبير، وتقدم أيضًا المزيد من القدرات للولايات المتحدة".
وأضاف المسؤولون إن كيشيدا وعد بايدن في مايو الماضي، بأن تشرع طوكيو في زيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي، وهو ما أعلنته اليابان الشهر الماضي.
الهدف من الخطة
نقلت "رويترز" عن صحيفة "يوميوري" اليابانية، قولها إن الولايات المتحدة تريد نشر وحدات مشاة البحرية الأمريكية في جميع أنحاء جزر أوكيناوا اليابانية بحلول عام 2026، وتسليحها بصواريخ وعتاد أخف لردع الجيش الصيني.
وأفادت الصحيفة أن الولايات المتحدة أبلغت اليابان بالفعل بخطة إعادة التنظيم، والتي ستعلنها بعد اجتماع في واشنطن اليوم بين وزيري الدفاع والشؤون الخارجية اليابانيين ونظريهيما الأمريكيين.
استفزاز متبادل بين دول المحيط الهادئ.. #الحرب_الباردة قابلة للانفجارhttps://t.co/VQwVpXHCtF#اليوم pic.twitter.com/GsKNL4vnZz— صحيفة اليوم (@alyaum) October 6, 2022
تحالف أمريكي ياباني مميز
قال مسؤول أمريكي في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست"، إن اليابان هي الأبرز في الشراكة الأمنية، قد يكون بريطانيا وأستراليا شريكين مهمين جدًا لواشنطن، لكن لا أحد منهما يوفر لنا القدرات التي تقدمها لنا اليابان، ولا يستضيف أي منهما قواتنا كما أن اقتصاد اليابان اقتصاد بالحجم الذي تمتلكه اليابان.
وتدرك بكين قوة هذه الشراكة، ما دفع الصين إلى التعليق على التعاون المطرد بين البلدين، إذ حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وين بين من أن "التعاون العسكري الأمريكي الياباني يجب ألا يضر بمصالح أي طرف ثالث أو يقوض السلام والاستقرار في المنطقة".
