الحاقاً لما كتبته في المقال السابق حول أهمية تواجد نجوم العالم الكبار جداً في دورينا وأمام مرأى العالم الذي يتابعهم بشغف كثير، وبهوسٍ أحياناً، وتحدثنا عن أنهم ليسوا مجرد سلعة رياضية الهدف منه البطولات، ومنصات التتويج، فلربما للسن أحكامه عند بعضهم، واتفقنا أنهم أداة جذب للسياحة والتعريف بأعظم بلد يمكن لأي شخصية بالعالم اكتشافه من خلال هؤلاء النجوم بشكل أسهل من ذي قبل، وللعلم والإحاطة فإن متابعة العالم لنجومه المفضلين والتفاصيل لتفاصيل أخبارهم ستكون بكل دقة واهتمام، لذا على المجتمع بصفة عامة والمشجع الرياضي بشكل خاص أن يعوا الهدف الأكبر من تواجدهم عندنا أنه لأجل مستقبل مبهر يوازي عظمة ومكانة بلادنا في العالم الكبير، وأننا نستحق أن ترى البشرية جمعاء النظام والتنظيم والخلق العظيم لهذه المملكة الشامخة زماناً ومكاناً وإنساناً.
ولن تتوقف عجلة نجوم البلايين عند كرستيانو وميسي الذي يبدو قادماً في طريقه للهلال أو غيره من الأندية، بل يبدو أنها خطة محكمة لسنينٍ قريبةٍ قادمة تختصر عقوداً من زمن لم يكن لنا أن نعرّف العالم بنا دون أن يروا إبداعاتنا ومنجزاتنا وأخلاقنا وعدالة ديننا وسماحة عقيدتنا لولا مثل هذه الأفكار الخارجة عن صندوق الرياضة وألوان أنديتها.
لكن السؤال الكبير والاستفهام العريض لمسؤولي الرياضة عندنا (هل استعديتم بالعدة والعتاد لمثل هكذا أحداث ستقلب كثيراً من موازين كرة القدم بالعالم، وتنقل مايحدث في دورينا من ممارسات فنية وأخلاقية وبنية تحتية لجميع أنحاء المعمورة) ؟؟؟
نعم فوزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم هو الواجهة التي من خلالها سيقدم هؤلاء النجوم بعضاً من حضارتنا للعالم بوجهها الصحيح والنقي دون رتوشات الإعلام الغربي المغرض لكل ماهو سعودي.
لذا هل يحق لي أن أوجه السؤال لمسؤولي الرياضة بطريقةٍ أخرى تسهل عليهم الإجابة، لأن من خلال إجابتهم سنعرف ونعي ونتأكد من مدى استعداداتهم المصاحبة لاستقبال هؤلاء النجوم طوال فترة البقاء في بلد العز والعطاء والنماء الذي بدأنا نقطف فيه ثمار رؤية 2030 قبل موعدها.
وسؤالي / هل مبادئ المنطق تسمح بعد كل الملايين التي دفعت لنجمٍ واحد ولأهدافٍ متعددة أن يلعب مباراة على ملعب كملعب نادي الباطن الذي يتحدث عن نفسه دون أن نمعن في وصفه؟
وهل يمكن نقل أحداث مباراة يلعب فيها هذا النجم الأسطوري أو غيره من النجوم القادمين للعالم في تلك الأرضية لذلك الملعب على الهواء مباشرةً دون خشية ردود أفعالٍ عكسية تجعل المتابع العالمي يصطاد مع إعلامهم الماكر في المياه العكرة التي سنكون في غنى عنها لو تمت معالجة مشاكل بعض الملاعب قبل أن نخسر بعض أهدافنا الإعلامية والتسويقية بسببها؟
أثق جيداً بذلك الأمير الرياضي الشاب بأن تلك المعضلات لم تفت عقليته المتفتحة والمتجددة لكن على كل الجهات أن تبذل معه ماتستطيعه لإنجاح مشروع ضخم كهذا كما يجب.
توقيعي /
نصف الموجود خيرٌ من ذكرى المفقود، ولربما يجود الموجود، فيصبح بنصفه خير ما في الوجود.. والرضا دليل القناعة، والقناعة كنز.
@shumrany
