تساءلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن الضمانات الأمنية التي قد تحتاجها أوكرانيا لمنع قيام روسيا بالهجوم عليها مرة أخرى.
وبحسب تقرير للصحيفة، تريد أوكرانيا ضمانا لما بعد الحرب، بعدم مهاجمة روسيا أراضيها مرة أخرى، ولكن هل هناك أي شيء أقل من العضوية الكاملة في حلف الناتو يرضي كييف ويردع موسكو؟
إجابات غير سهلة
تابع: "يقول الخبراء، إنه من دون شكل من أشكال الضمان الأمني لأوكرانيا بعد الحرب، من الصعب تخيل أن البلاد ستكون قادرة على إعادة البناء وتجنب الصراعات المستقبلية".
وأشار إلى أن الإجابات المحتملة ليست سهلة وستعتمد على نتيجة الحرب، لكن ما يبدو واضحًا هو أنه باستثناء انهيار روسيا وهزيمتها، مع استعادة أوكرانيا لجميع أراضيها، فمن المرجح أن تكون أي ضمانات أمنية جزئية وهشة.
ومضى يقول: "لكن من دون شيء، كما يشير المسؤولون والمحللون، من الصعب تخيل عودة المستثمرين إلى أوكرانيا لإعادة بناء البلاد، أو أن حربًا أخرى لن تندلع في المستقبل".
عدم استفزاز الروس
لفت التقرير إلى أن الكثير من جوانب النقاش تدور حول تردد الغرب نفسه، الذي يريد حماية أوكرانيا، لكنه أظهر أنه لا يريد القتال من أجلها، وأنه لا يريد مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا، وبدلًا من ذلك، سعى إلى المضي في طريق وسط بين ردع روسيا وعدم استفزازها.
ونقل عن ناتالي توتشي، مديرة معهد الشؤون الدولية في روما، قولها، ستكون هناك مخاطر كثيرة وشيكة بالنسبة للوحدة الأوروبية وعبر الأطلسي، إذا تمكنت أوكرانيا من استعادة حتى الأراضي التي فقدتها منذ الغزو الروسي العام الماضي، فستكون هناك أصوات متصاعدة في أوروبا وواشنطن تطالب بحل وسط بالنظر إلى التكاليف الجارية، المدنية والعسكرية.
انقسام غربي متوقع
تابعت توتشي، سترغب أوكرانيا في التزامات أمنية قوية، وقد يؤدي ذلك إلى انقسام الغرب، حيث تطالب دول وسط وشرق أوروبا بعضوية الناتو لأوكرانيا، بينما حلفاء أوروبا الغربية يرفضون ذلك.
واستطرد التقرير، بينما وعد حلف الناتو والاتحاد الأوروبي بعضوية أوكرانيا، لا يوجد موعد نهائي، وليس من المؤكد أنه سيجري الوفاء بهذه التعهدات، كان احتضان الغرب لأوكرانيا أحد الأسباب التي استشهد بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لغزوه في المقام الأول.
تراجع احتمالات الدعم
أردف: "طالما بقيت الخلافات حول الأراضي قائمة، فليس هناك احتمال كبير أن تحصل أوكرانيا في نوع من اتفاق وقف إطلاق النار مع روسيا على الدعم الجماعي اللازم للانضمام إلى أي من المؤسستين".
ونقل عن توماس كلاين-بروكهوف، الذي ساعد في كتابة ورقة توضح بالتفصيل المشكلات المعقدة، التي ينطوي عليها إعادة إعمار أوكرانيا، إن الطريقة التي ستنتهي بها الحرب ستكون حاسمة.
وأشار إلى أنه حتى قبل الغزو العام الماضي، تعرضت سيادة أوكرانيا للخطر بالفعل من خلال ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، مضيفًا، ستكون النتيجة الأفضل الآن إذا استعادت أوكرانيا كل أراضيها التي خسرتها، على الرغم من أن ذلك بعيد كل البعد عن اليقين.