يبدو أن ارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية الذي أصاب العالم العام الماضي ليس مؤقتًا. فمن المتوقع أن يظل الطلب مرتفعًا، بينما من غير المرجح أن ينتعش العرض، حيث إن ارتفاع أسعار الأسمدة وزيادة الطلب على الصادرات في ضوء الجفاف ما هي إلا ثلاثة أسباب ستزودنا بمزيد من تضخم أسعار الغذاء خلال 2023.
وقالت منصة سيكينج ألفا، إنه من المتوقع أن تنمو أسهم القطاع الزراعي حول العالم خلال العام الجاري 2023، بعدما نما القطاع بشكل ملحوظ، وزداد الطلب على المحاصيل منذ عام 2020 بوتيرة متزايدة.
وأضافت المنصة، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة "اليوم" أبرز ما جاء فيه، أنه سرعان ما تحولت الزراعة إلى سوق صاعدة، رغم ما تعانيه من مشاكل إمداد حادة. علاوة على ذلك، نظرًا للضغوط الموضوعة على المزارعين بسبب ارتفاع الأسعار، من المهم تقييم مدى تأثير ذلك على الوضع العام للزراعة العالمية.
توقعات 2023
قالت المنصة سيكينج ألفا، إنه قد الزراعة واحدة من أكثر القطاعات الكلية تعقيدًا على هذا الكوكب، حيث تتأثر بعوامل لا نهاية لها مثل، الطقس وأسعار الطاقة والنمو السكاني والنمو الاقتصادي والطلب على الطاقة والحروب وسلاسل التوريد وغير ذلك الكثير.
بشكل أساسي، يحتاج المستثمرون إلى مراقبة كل هذه العوامل عند تداول السلع الزراعية أو الشركات العاملة في الصناعات الزراعية.
ويقول محللون إن الفرق بين العرض والطلب في الزراعة ضعيف للغاية، وإن أي اضطرابات في العرض -غالبًا ما يكون الطلب أكثر قابلية للتنبؤ به مع نمو سكان العالم-، من المحتمل أن تتسبب في ارتفاعات حادة في أسعار السلع الأساسية.
على سبيل المثال، تميل الذرة - مثل العديد من السلع الزراعية الأخرى - إلى أن تظل مقيدة بنطاق الإنتاج، حيث يتم بيعها في أغلب الأحيان، بهامش ربح أعلى من تكاليف الإنتاج بقليل.
ومن ثم، عندما تبدأ تكاليف المدخلات في الارتفاع فجأة، فإننا غالبًا ما نشهد ارتفاعًا مفاجئًا في أسعار المحاصيل أيضًا.
قالت المنصة، إن هناك حاجة إلى محاصيل مثل فول الصويا والذرة لإنتاج الإيثانول والديزل، حيث يستخدم ما يقرب من 40% من محصول الذرة و25% من محصول فول الصويا للوقود الحيوي.
إضافة إلى ذلك، فإن الذرة وفول الصويا يمثلان ما مجموعه 70% من الأفدنة المزروعة في الولايات المتحدة، ومن ثم، فليس من المستغرب أن تصبح أسواق الطاقة مهمة للغاية.
أسوأ سيناريو
أما أسوأ جزء يمكن أن يحدث، هو عندما يكون الفرق بين العرض والطلب ضيقًا للغاية، فمثلًا كان الطلب العالمي على القمح أعلى من العرض لثلاث سنوات متتالية.
و تقدر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن نمو العرض الزراعي سيكون 1.1٪ سنويًا في المستقبل المنظور، وفق توقعات عام 2030.
ومن المتوقع أن ينمو الطلب بنسبة 1.4٪ سنويًا بسبب النمو السكاني العالمي ، والذي يعوض أي انخفاض ناتج عن تغييرات نمط الحياة.
وبالإشارة إلى أهمية القطاع، وكونه محرك رئيسي لنمو قطاعات أخرى، فيقول الخبراء إنه من المهم الاستثمار الزراعية في المحاصيل الزراعية، كالحبوب والأقماح والبذور الزيتية، لأهميتها الكبيرة في غذاء العالم.
ويمكن القول مثلًا إن الذرة، تزرعها الولايات المتحدة بما يقرب من 90 مليون فدان، و لم يتغير هذا الرقم تقريبًا منذ عام 1926، ومع ذلك، خلال هذه الفترة، نما عدد سكان العالم بمقدار أربع مرات.
أخيرًا، من المتوقع أن تنخفض المخزونات العالمية للذرة والقمح وفول الصويا للعام الخامس على التوالي في 2022-2023، لأنه بالنسبة لحصاد عام 2023، يقدم سوق العقود الآجلة حاليًا ما يمكن اعتباره تاريخيًا أسعارًا قوية للغاية. ولكن عند احتساب كل الزيادات في تكلفة الإنتاج، تبدأ الربحية في الانخفاض بالقرب من نقطة التعادل، في أحسن الأحوال.