تلعب مجموعة فاجنر من المرتزقة الروس دورًا بارزًا في غزو روسيا لأوكرانيا، وأعلنت مؤخرًا "تحرير" كامل لبلدة سوليدار للتعدين في شرق أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل نحو 500 جندي موالٍ لأوكرانيا.
ظهرت قوات فاجنر في أوكرانيا لأول مرة عام 2014 لمساعدة الانفصاليين الموالين لروسيا في إقليمي دونباس ولوهانسك، وذلك بعد نشاطهم في عدة دول إفريقية وآسيوية كانت تشهد نزاعات وحروب، ووُجِّهت لها مرارًا وتكرارًا اتهامات بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية BBC.
من هم مرتزقة فاجنر؟
تشير التحقيقات إلى أن الضابط السابق في الجيش الروسي، دميتري أوتكين، أنه أسس شركة فاجنر وأعطاها اسمها، وهو علامة النداء السابقة الخاصة به.
كان "أوتكين" من قدامى المحاربين الروس في حروب الشيشان، وضابط سابق في القوات الخاصة ومقدم في المخابرات العسكرية الروسية GRU.
بدأت مجموعة فاجنر العمل لأول مرة عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014، ويقترح البعض أن وكالة الاستخبارات العسكرية الروسيةتمول وتشرف سرًا على عمل هذه المجموعة، في الوقت الذي تنفي فيه روسيا باستمرار أن يكون لفاجنر أي صلة بالدولة.
وتُقدر الولايات المتحدة أن فاجنر لديها 50 ألف فرد منتشرين في أوكرانيا، بما في ذلك 10 آلاف متعاقد و40 ألف مدان تم تجنيدهم من السجون الروسية، وفقًا لوكالة رويترز.
ماذا يفعل مرتزقة فاجنر في أوكرانيا؟
في الأسابيع التي سبقت الغزو الروسي لأوكرانيا، يُعتقد أن مرتزقة مجموعة فاجنر نفذوا هجمات متبعين استراتيجية "العلم الزائف" في شرق أوكرانيا، لإعطاء روسيا ذريعة للهجوم، حسب تصريحات تريسي جيرمان، أستاذة الصراعات والأمن في جامعة كينغز كوليدج بلندن، لـBBC.
لسنوات اتهمت أوكرانيا فاجنر بالقتال في لوهانسك ودونيتسك، وفي الآونة الأخيرة أكد الجيش الأوكراني وقوع اشتباكات بالقرب من كييف مع أعضاء من فاجنر.
يُقال إن مجموعة فاغنر تستخدم من قبل الحكومة الروسية في النزاعات التي تتطلب الإنكار المعقول، كما أن استخدام هؤلاء المرتزقة، الذين يوصفون بـ"الجنود الأشباح"، يسمح لروسيا بمزيد من السرية بشأن عملياتها العسكرية في الخارج وعدد الخسائر، وفقًا لشبكة sky news البريطانية.
فاجنر في ساحات الحرب داخل أوكرانيا
يقول ضابط أوكراني إن الجانب الروسي يتبع نمط إرسال دفعة أو اثنتين من الجنود أولاً، أغلبهم مجموعة فاجنر، والذين يتكبدون خسائر فادحة أثناء الاشتباك مع الدفاعات الأوكرانية.
يضيف الضابط أنه عندما تتكبد القوات الأوكرانية خسائر في الأرواح وتُرهق، فإن الروس يرسلون وقتها موجة جديدة من الجنود المدربين تدريبًا عاليًا أو المظليين أو القوات الخاصة، وفقًا لتصريحاته لوكالة أسوشيتد برس.
محاولات فاجنر لاغتيال الرئيس الأوكراني
أوضحت صحيفة The Times أنه جرى إرسال أكثر من 400 من المرتزقة المنتمين للمجموعة إلى كييف لاغتيال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
وبحسب ما ورد تلقت الحكومة الأوكرانية معلومات عن ذلك في وقت مبكر من 26 فبراير الماضي، وبعد ذلك أعلنت فرض حظر تجول صارم لمدة 36 ساعة.
بحلول الثالث من مارس كان "زيلينسكي" قد نجا من 3 محاولات اغتيال، اثنتان منها قيل إنهما من تدبير فاجنر.
استلام فاجنر لأسلحة من كوريا الشمالية
كشف البيت الأبيض، في ديسمبر الماضي، أن الشركة العسكرية الروسية الخاصة، مجموعة فاجنر، تسلمت شحنة أسلحة من كوريا الشمالية للمساعدة في تعزيز القوات الروسية في أوكرانيا، في مؤشر على دور المجموعة المتزايد في هذا الصراع.
ونفى مالك شركة فاجنر، يفغيني بريغوزين، التأكيد على أنه "ثرثرة وتكهنات"، في الوقت الذي أكد فيه جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أن فاجنر كانت تبحث في جميع أنحاء العالم عن موردي أسلحة لدعم عملياتها العسكرية في أوكرانيا.
البيت الأبيض: أسلحة إيران تستخدم لقتل المدنيين في أوكرانيا#اليوم pic.twitter.com/7zzPpB9SPO— صحيفة اليوم (@alyaum) January 9, 2023
