قال مكتب الإحصاءات الاتحادية في ألمانيا، اليوم الجمعة، إن الاقتصاد الألماني شهد انكماشاً في الربع الأخير من العام الماضي، لكنه نما بنسبة 1.9% خلال عام 2022 بأكمله، مما يشير إلى أن أكبر اقتصاد في أوروبا قد يفلت من الركود خلال فصل الشتاء.
جاء نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.9% في 2022 بالكامل، مقارنة مع توقعات بنمو يبلغ 1.8%، إذ تشير القراءة الأولية للربع الرابع إلى أن ألمانيا قد تتجنب الركود الذي يُعرَّف بأنه ربعان متتاليان من الانكماش.
المؤشرات تؤكد تفادي الإنكماش
بالرغم من هذه التوقعات إلا أنه كان هناك العديد من المؤشرات المتزايدة على أن الاقتصاد، الذي حقق نموا في الربع الثالث، قد يتفادى أسوأ آثار الانكماش الناجم عن انخفاض إمدادات الطاقة الروسية بعد الأزمة الأوكرانية.
وأظهر مسح الشهر الماضي أن ثقة قطاع الأعمال ارتفعت أكثر من المتوقع في ديسمبر، مع تحسن آفاق الاقتصاد على الرغم من أزمة الطاقة وارتفاع التضخم.
وقالت المستشارة الاقتصادية للحكومة مونيكا شنيتسر، إن التضخم في ألمانيا بلغ ذروته مع انخفاض أسعار الطاقة العالمية، مضيفة أنها تتوقع استمرار تراجع أسعار الغاز الطبيعي هذا العام.
ونزل التضخم في ألمانيا للشهر الثاني على التوالي في ديسمبر، بسبب انخفاض أسعار الطاقة وسداد الحكومة فواتير الطاقة المنزلية لمرة واحدة، مع ارتفاع أسعار المستهلكين المنسقة مع الاتحاد الأوروبي بنسبة 9.6% على مدار العام.
انكماش حتى العام المقبل
كان البنك المركزي الألماني قد توقع أن يشهد اقتصاد ألمانيا انكماشاً حتى منتصف العام المقبل في ظل معاناة الشركات والأسر من ارتفاع تكاليف الطاقة، قبل أن يبدأ في الانتعاش مجدداً.
ورجح البنك المركزي الألماني تراجع الناتج الاقتصادي 0.5% في 2023، مشيراً إلى أن النمو الاقتصادي سيكون أضعف في 2024 مما كان متوقعاً في السابق، فيما قام بزيادة توقعاته للتضخم.
في ظل استمرار تجاوز معدلات التضخم في ألمانيا، وكذلك منطقة اليورو، مستوى الـ2% حتى عام 2025، يجب أن يواصل البنك المركزي الأوروبي تشديد سياساته النقدية بقوة.