قالت روسيا، اليوم الجمعة، إن قواتها سيطرت على بلدة سوليدار التي تشتهر بمناجم الملح في شرق أوكرانيا، وهو ما من شأنه أن يكون أول مكسب كبير لموسكو في ساحة المعركة منذ نحو 6 أشهر، ولكن كييف قالت إن قواتها ما زالت تقاتل في البلدة.
ولم يتسن لرويترز حتى الآن، التحقق من الموقف في سوليدار التي كانت محل تركيز هجمات روسية لا تنقطع لأيام.
وإن تأكد استيلاء روسيا على البلدة، فسيكون هذا انتصارا لموسكو في إحدى أشد الحملات دموية في الحرب، بعد انتكاسات كبيرة خلال النصف الثاني من 2022.
خسائر فادحة في الأرواح تكبدها الطرفان
قللت كييف والغرب من أهمية الاستيلاء على البلدة، وقالت إن روسيا دفعت بموجات متتالية من الجنود والمرتزقة إلى قتال بلا جدوى للسيطرة على أرض قاحلة دمرها القصف في سوليدار، وهي منطقة من غير المرجح أن تؤثر في الحرب الأشمل إلا من حيث الخسائر الفادحة في الأرواح التي تكبدها الطرفان.
تطورات الحرب.. #أوكرانيا توضح طبيعة المعارك في سوليدار https://t.co/daQybZnXWZ #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) January 13, 2023
وقالت وزارة الدفاع الروسية: "أمكن الاستيلاء على سوليدار بفضل القصف المستمر على العدو من جانب قوات الطيران الهجومي والحربي والصواريخ ومدفعية مجموعة من القوات الروسية".
وأضافت الوزارة أن الاستيلاء على سوليدار يمكنه قطع طرق الإمدادات الأوكرانية إلى مدينة باخموت القريبة الأكبر حجما، وحصار القوات الأوكرانية المتبقية هناك.
روسيا تحاول الاستيلاء على باخموت منذ شهور
تحاول روسيا الاستيلاء على باخموت منذ شهور في حرب ضارية.
لكن سيرهي تشيريفاتي المتحدث العسكري الأوكراني للمنطقة الشرقية، قال لرويترز عبر الهاتف إن سوليدار لم يتم الاستيلاء عليها.
وأردف "وحداتنا موجودة هناك، والبلدة غير خاضعة للسيطرة الروسية".
الروس لم يستولوا بشكل كامل على البلدة
قال ضابط أوكراني في المنطقة، تحدث بشرط إخفاء هويته لرويترز عبر الهاتف، إن الروس لم يستولوا بشكل كامل على البلدة.
وأضاف "ليلة أمس كانت نيران المدفعية وكأنها نيران من الجحيم، من كلا الطرفين، واستطاع جنودنا الخروج من بعض أجزاء سوليدار بشكل منظم والآن ترد الهجوم مجموعات الهجوم، ولكننا ما زلنا نسيطر على البلدة.
محاصرة 500 مدني داخل سوليدار
قال مسؤولون أوكرانيون أمس الخميس، إن أكثر من 500 مدني محاصرين داخل سوليدار، من بينهم 15 طفلا.
وفي خطاب مصور خلال الليل، شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وحدتين في سوليدار وقال إنهما صامدتان في مواقعهما وتكبدان العدو خسائر فادحة ولم يتطرق لمزيد من التفاصيل.
"مفرمة لحم" في باخموت وسوليدار
لم تشهد مواقع خطوط المواجهة الأمامية في أوكرانيا، أي تغير يذكر على مدى الشهرين المنصرمين بعد أن أجبرت القوات الأوكرانية روسيا على انسحابات مذلة في أكثر النصف الثاني من 2022.
وفي غضون ذلك، تحولت المعارك حول باخموت وسوليدار إلى ما أطلق عليها الطرفان "مفرمة لحم"، إذ باتت حرب استنزاف وحشية تحصد أرواح آلاف من الجنود.
ويرى حلفاء كييف الغربيون القتال على أنه قتال من أجل مكاسب هامشية في خط مواجهة لا يستطيع أي من الطرفين تحقيق نقطة تحول كبرى فيه، وهو قتال جانبي بعيد عن المعارك في الشمال والجنوب، إذ تأمل أوكرانيا التقدم أمام الخطوط الروسية.
#روسيا تجدد هجماتها على #أوكرانيا بالمسيرات وكييف تتهمها بتعمد قتل المدنيين https://t.co/51aXRTddgW #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) January 2, 2023
الولايات المتحدة ترى أن الاستيلاء الروسي لن يغير مسار الحرب
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، لصحفيين في البيت الأبيض أمس الخميس: "حتى وإن سقطت باخموت وسوليدار في يد الروس، لن يكون لذلك أثر استراتيجي في الحرب نفسها ومن المؤكد أن ذلك لن يوقف الأوكرانيين أو يثبطهم".
وداخل روسيا، من شأن الانتصار في سوليدار تعزيز سمعة يفجيني بريجوجين زعيم المرتزقة القومي المتطرف الذي ركزت مجموعته (فاجنر) العسكرية الخاصة، التي تتضمن مدانين مجندين من السجون بوعود بالإعفاء من العقوبة، على القتال في تلك المنطقة.
ويشتكي بريجوجين من حصول الجيش النظامي على الثناء كله في معركة سوليدار من دون ذكر مقاتليه.
وقال "يحاولون باستمرار سرقة الانتصار من مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة والتحدث عن وجود أشخاص آخرين مجهولين للتقليل فقط من شأن جدارة فاجنر".
وعود بتقديم أسلحة جديدة لأوكرانيا
شهد العام الجديد، وعودا هامة بتقديم الغرب المزيد من الأسلحة لأوكرانيا، التي تسعى للحصول على ما يمكنها من خوض معارك في مواجهة الدبابات الروسية.
ومن المرجح صدور إعلانات مهمة عن أسلحة جديدة الأسبوع المقبل، حينما سيستضيف وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن وزراء الدفاع من دول حليفة أخرى في قاعدة جوية أمريكية بألمانيا، في اجتماع لمجموعة التنسيق المشكّلة لتقديم الدعم إلى أوكرانيا.
فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة يتعهدون بإرسال مركبات مدرعة
تعهدت فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأسبوع الماضي بإرسال مركبات قتالية مدرعة. وكان تركيز المناقشات هذا الأسبوع على دبابات القتال الرئيسية، وهو تحديث كبير محتمل لكييف.
وانضمت فنلندا اليوم الجمعة، إلى بولندا في تعهدها بإرسال دبابات ليوبارد الألمانية الصنع إلى أوكرانيا، في إطار تحالف غربي يتم تكوينه على ما يبدو لتوصيل هذه الدبابات لكييف.
ويتطلب ذلك موافقة برلين، التي تتردد حتى الآن لكنها أبدت في الآونة الأخيرة استعدادها للسماح بذلك.
ألمانيا لم تتلقى طلب رسمي للحصول على إذن بتصدير الدبابات
قال متحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم الجمعة إن برلين لم تتلقى بعد أي طلب رسمي للحصول على أذونات بإعادة تصدير الدبابات.
وبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغزو يوم 24 فبراير، قائلا إن روابط كييف مع الغرب تهدد أمن روسيا.
وأعلنت موسكو منذ ذلك الحين ضم 4 مناطق أوكرانية.
وتصف أوكرانيا وحلفاؤها الغزو بأنه حرب غير مبررة لانتزاع الأرض، وتقول كييف إنها ستقاتل حتى تستعيد جميع أراضيها.