بدأت اليوم في العاصمة التونسية، فعاليات المؤتمر الثاني للإعلام العربي، الذي ينظمه اتحاد إذاعات الدول العربية، تحت شعار "الهيمنة الرقمية العالمية وسبل مجابهتها عربيا" بحضور وزيرة الثقافة التونسية حياة قطاط قرمازي، ووزير الاتصال الجزائري محمد بوسليماني، ووزير الإعلام الفلسطيني محمد صالح بن عيسى، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس عبد العزيز بن علي الصقر، وعدد من السفراء العرب والأجانب.
وشارك في الملتقى الذي تتواصل أعماله يومين، ممثلو الهيئات الأعضاء في الاتحاد، من بينها المملكة وعدد من الخبراء والمختصين في مجال الإعلام بكل أشكاله، إضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية.
ورأس وفد المملكة في المؤتمر رئيس الاتحاد العربي للإذاعة والتلفزيون، والرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية، محمد بن فهد الحارثي.
أهمية موضوع الهيمنة الرقمية
وأكدت وزيرة الثقافة التونسية في كلمتها في افتتاح أعمال المؤتمر، على أهمية موضوع الهيمنة الرقمية، واعتبرتها من أهم قضايا الراهن، في ما يتصل بالتطور الرقمي وطرائق كبح جماح هذه الطفرة الرقمية، بتوفير سبل التمكين اللازم للإعلاميين العرب، وتعزيز قدراتهم وتدريبهم على حسن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتوظيف التقنيات الرقمية الجديدة، فضلًا عن تطوير التشريعات وإحداث القوانين التي تيسر التعامل مع الرقمنة، وتحمي من سطوتها وهيمنتها وآثارها السلبية في الوقت نفسه.
وشددت على أن الحاجة اليوم أصبحت متأكدة لوضع سياسات واستراتيجيات مشتركة، في مواجهة التحديات الكبرى للعالم الرقمي، وما تفرضه من تعاون وتوحيد التوجهات وتشبيك الجهود، خصوصا في مواجهة مشكل تنميط سلوك الأفراد، وإمكانية استخدام العالم الرقمي كوسيلة للهيمنة الثقافية على الأفراد والمجتمعات، وذلك من خلال سرعة التدفق وطبيعة المحتوى، وقدرة الآلة على توجيه الرغبات والتحكم في الذهن الجماعي وخياراته، وبالتالي إمكانية الانصهار في الآخر، وفقدان الهوية مقابل اكتساب هوية رقمية هجينة قد لا تمت للأصل والواقع بأي صلة.
أهمية الصلة بين الإعلامي والثقافي في توجيه المحتوى الرقمي
وتوقفت الوزيرة التونسية على أهمية الصلة بين الإعلامي والثقافي في توجيه المحتوى الرقمي، ومواجهة العزلة الثقافية والقطيعة مع الهوية، التي قد تؤدي لها المعرفة الرقمية غير الواعية، معربة عن أملها في أن تقع متابعة مخرجات هذا المؤتمر، وإجراء ما يصدر عنه من توصيات منجزًا وواقعًا ملموسًا، تجاوزًا للموجود من أجل تحقيق المنشود.
ونوه رئيس الاتحاد والرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون، محمد بن فهد الحارثي في كلمته الافتتاحية، بموضوع النسخة الثانية من مؤتمر الإعلام العربي، الذي يأتي في وقت يتسم بأهمية خاصة في ظل الظروف والتحديات التي يشهدها العالم، والتي زادت فيها حدة الهيمنة الرقمية التي تحكم التوجهات والانقسامات السياسية والأيدلوجية.
تهديد الهيمنة الرقمية للبنية الثقافية والقيمية للمجتمعات في كافة مناطق العالم
بالإضافة إلى تهديد الهيمنة الرقمية للبنية الثقافية والقيمية للمجتمعات في كافة مناطق العالم، الأمر الذي يتطلب توجيه الجهود وتوحيدها لسن تشريعات ناجعة، تؤطر العلاقة مع عمالقة التكنولوجيا الرقمية، وتسهم في ضبط الهيمنة الرقمية، والحد من الانعكاسات السلبية على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية.
وأكد الحارثي أن العالم أصبح اليوم خريطة إعلامية أكثر من كونها خريطة جغرافية أو تاريخية، وأضحت وسائل الإعلام المحرك الأساسي في صياغة الترتيبات العالمية والمتغيرات الأساسية، فللإعلام دور في تشكيل العقل والسلوك البشري.
للتحول الرقمي مع ما حققه من تطور تأثيرات جانبية
وقال: في المقابل أن التحول الرقمي مع ما حققه من تطور، فإنه في الوقت نفسه كانت له تأثيرات جانبية عميقة، عانتها البلدان التي لم تساهم في التغيير، واكتفت بجني ثمارها ومكاسبها.
ودعا إلى ضرورة العمل على استراتيجية تواجه تلك الهيمنة، كون حجم هذه المشكلات وتعقيدها وصعوبة مواجهتها، ناجمًا عن نقص في التشريعات والأنظمة التي تجعل دور الإعلام في مقدمة المشاغل والاهتمامات لمراقبة المحتوى على المنصات، ودفع رسوم للجهات المنظمة التي تراقب مدى امتثالها.
#بوابة_ماسبيرو - رئيس اتحاد اذاعات الدول العربية: اصبحنا سلعة على من يسيطر على الاعلام https://t.co/nTjViyfrUU pic.twitter.com/DbSac2YGAJ— بوابة ماسبيرو (@Maspero) January 13, 2023
من جانبه، أوضح المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية م.عبد الرحيم سليمان، أن الاتحاد أراد من خلال هذا المؤتمر أن يطرح أهم قضايا الإعلام العربي، في ظرف أمست الحاجة فيه ملحة لإيجاد حلول عميقة وعملية لتحدياتها، معتبرًا أن الإعلام السمعي البصري في مقدمة الواجهات للثورة الرقمية ومواجهة تحدياتها.
ويناقش مؤتمر الإعلام العربي في دورته الثانية مواضيع تتعلق بالهيمنة الرقمية وسبل مجابهتها في الدول العربية وخطة العمل والاستراتيجية المقترح اتباعها عربياً من خلال الأفكار والمقترحات والتصورات ومجالات المحتوى الرقمي والتكنولوجي والتشريعي وفكرة إنشاء منصات عربية كخيار آمن للمنطقة للمحافظة على قيمها المشتركة.
