يشمل مهرجان «نقوش»، الذي أطلقته الهيئة العامة للتراث في ميناء العقير التاريخي، العديد من الفعاليات والأنشطة، ومنها عروض حية تجسد حياة الميناء، وفعالية نحت المجسمات التراثية والزخارف الأحسائية من الرمال، وورشة عمل قوالب تراثية رملية للأطفال، وفعالية «التقط الذكرى مع التراث»، إضافةً إلى عروض الفلكلور التراثي البحري، ومعرض تاريخ العقير.
ومن المتوقع أن تشهد الفعاليات إقبالًا كبيرًا من الزوار، كون الميناء مركز جذب للكثير من الزوار من داخل المملكة وخارجها، خاصةً أن الموقع يمثل معلمًا تاريخيًا بارزًا، وسط جهود متواصلة لتحويل الميناء إلى منطقة جذب سياحي.
عروض تفاعلية
وشهدت الفعاليات عرضًا مسرحيًا تراثيًا تفاعليًا لميناء العقير القديم، من إخراج د. قاسم القدة، والذي قدم بشكل تفاعلي ومباشر أمام الزوار؛ لتعريفهم بما كان عليه الميناء قديمًا، من بداية رحلة المركب، وما يمكن أن يحدث داخل البحر، حتى توقف السفن المحملة بالبضائع.
وتفاعل الحضور مع الصور القديمة لمعرض تاريخ العقير، الذي ضم 20 صورة مختلفة، تمثلت في صورة تجمع الملك عبد العزيز - يرحمه الله -، والمفوض البريطاني فرانك هولمز في العقير، وعقد صفقة بين المملكة وبريطانيا؛ للتنقيب عن البترول في المنطقة الشرقية والأحساء عام 1922م، وصورة الملك عبد العزيز - يرحمه الله - في ميناء العقير في بدايات البحث عن البترول عام 1931م، وصورة درب العقير، وصورة ميناء العقير من مبنى الجمارك ومستودع بضائع على الشاطئ عام 1912م.
أقدم بقالة
وضم المعرض كذلك صورة أمير العقير عبد الرحمن بن خير الله في ميناء العقير عام 1923م، وصورة داخل أقدم بقالة في الميناء، وصورة لسيارة مغرزة في طريق العقير يوم الخميس 19 من عام 1933م، وصورة لسيارة جورج راندل الشفر مغرزة في رمال الهفوف في عام 1937م، أثناء رحلته مع زوجته من العقير إلى الرياض، وصورة ميناء العقير وهو عامر بالسفن التجارية، وصورة ساحة ميناء العقير الشهير عام 1904م وهو مكتظ بالبضائع التجارية.
كما ضم صورة لميناء العقير الأثري، وبرج أبو زهمول عام 1980م، وصورة لهدية الأمير فهد بن عبدالله بن جلوي بن تركي للمستكشف وعالم الطبيعة روبرت تشيزمان عام 1926م، وصورة مركب يسمى بغلة يغادر ميناء العقير عام 1922م، وصورة ميناء العقير أول ميناء في التاريخ على الخليج العربي، وجزء من درب الحرير، وصورة لتنزيل سيارة من نوع فورد من على أحد المراكب في ميناء العقير 1933م، وصورة لحصن ميناء العقير التاريخي والواجهة البحرية الجمركية عام 1917م، وصورة لميناء العقير في عام 1934م، وصورة استراحة قافلة عام 1904م، وصورة لمستندات قديمة من ميناء العقير، وصورة للأهمية التجارية للميناء.
وسجل المهرجان تواجد 8 حرف يدوية مرتبطة بالبحر، ومنها حرفة صانع السلال، وصانع القراقير، وصانع شبك الصيد، والقلاف، والطواش، وصناعة السدو، ولفت انتباه الحضور ما يقدمه الحرفي عبد الله الدهيم، البالغ من العمر 77 عامًا، الذي يصنع السفن الصغيرة.
وأكد الدهيم أنه محب لحرفته؛ لارتباطها بالبحر الذي عشقه من الطفولة، وأنه شارك في العديد من المهرجانات، ومنها مهرجان الجنادرية، موضحًا أنه يستخدم خشب «التيك» لإنجاز أعماله، التي قد تستغرق 9 أشهر، لصناعة سفن صغيرة من مترين إلى ثلاثة أمتار.
سفن وسيارات
وشدت السفن الكبيرة، والبالغة 3 سفن، انتباه الزوار، وتواجد البحارة حولها في لوحة معبرة عما كان عليه الموقع في السابق من حركة كبيرة للمراكب والسفن، وحظيت السيارات الكلاسيكية، البالغة 9 سيارات، بإعجاب الكثير من الزوار ممن حرصوا على التعرف على كل نوع منها، وسنة التصنيع، ومدى علاقتها بتاريخ الميناء التاريخي.
بوابة اقتصادية
من جهته، قال الباحث في الآثار خالد الفريدة لـ«اليوم»: إن ميناء العقير يعتبر من المواقع التاريخية الهامة في المملكة، وأول ميناء بحري فيها، كما كان الميناء الرئيس للحضارات المتعاقبة في الأحساء حتى عهد قريب، واهتم المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه- به؛ كونه البوابة الاقتصادية للدولة السعودية الحديثة، وعقدت ببندره معاهدة العقير الشهيرة، والتي بموجبها تم تحديد حدود المملكة وجيرانها.
وأوضح أن الميناء يضم مباني تاريخية، ومباني الجمارك والجوازات، ومباني الخان، ومباني الإمارة، والمسجد التاريخي، بالإضافة إلى بعض التلال، منها مبنى برج أبو زهمول، وهو المكان الذي كان يزود ميناء العقير بالمياه العذبة الحلوة، وعدد كبير من التلال الأثرية.
وبين أن الميناء يحوي عددًا من الطرازات المعمارية، والمباني التاريخية التي تشكل عنصر جذب مهما وقويا للسياح من كل مكان، موضحًا أن الميناء يشكل موقعًا هامًا؛ كونه يقع على الخليج العربي شرق المملكة، وهو من أقدم الموانئ في العالم، ولا تزال آثاره باقية حتى اليوم.
وتوجد الفرضة التي تقع شرق مباني مكاتب الجمارك باتجاه البحر وهي فناء مكشوف يمتد بمحاذاة مباني الجمارك ومستودعاتها ويوازي رصيف الميناء المستطيل بطول 148 مترًا، وتنقسم إلى جزء مكشوف يمثل رصيف تفريغ البضائع، وجزء مغمور بشكل نصف دائري لتسهيل رسو السفن وليعمل كمصد.
وتمتد واجهة مبنى الخان بمحاذاة براحة الجمارك، وله مدخلان، أحدهما يفتح في الواجهة الأمامية، والثاني في الواجهة الخلفية المطلة على البحر، وهو مبنى مستطيل الشكل أطواله 124م في 65م يقع غرب الميناء وتتقدمه مقصورتان رئيسيتان تتقدمان بشكل بارز على مستوى الواجهة.
ويقع مبنى الإمارة في الجنوب الغربي من الخان، وهو مستطيل الشكل، بأطوال 25م في 19م، وبني في فترة أحدث من الخان والجمارك.
ويعتبر مبنى الحصن قلعة إسلامية مستطيلة الشكل، أبعادها 26م في 21م، لها أربعة أبراج دائرية الشكل يقع مدخلها الرئيسي في الجهة الجنوبية ولا يتم الوصول إليه إلا من خلال الإمارة، وبعد المدخل في الجهة الجنوبية شيد عمودان مربعًا الشكل يحملان ثلاثة أروقة أمام الحصن المربع الشكل والذي تبلغ أبعاده 88م في 880م.