قتال عنيف بمدينة سوليدار، شرق أوكرانيا، في واحدة من أعنف المعارك وأكثرها دموية في الحرب الروسية الأوكرانية، استخدمت روسيا فيها الطائرات وقذائف الهاون والصواريخ لقصف وهجوم لا هوادة فيه.
وأعلنت روسيا سيطرتها على البلدة الأوكرانية التي تضم مناجم الملح بعد معركة طويلة، مضيفة أن هضا النصر سيسمح للقوات الروسية بالتقدم إلى مدينة باخموت القريبة وعزل القوات الأوكرانية هناك.
لكن مسؤولين أوكرانيين قالوا إن القتال من أجل سوليدار ما زال مستمرًا، متهمين روسيا بتزييف الحقائق والمعلومات.
تطورات الحرب.. #أوكرانيا توضح طبيعة المعارك في سوليدار https://t.co/daQybZnXWZ #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) January 13, 2023
مدينة سوليدار
تقع بلدة سوليدار في منطقة دونيتسك بأوكرانيا، والتي ادَّعت موسكو من جانب واحد في أنها تمكنت من ضمّها في سبتمبر، رغم احتلالها جزءًا فقط من المنطقة.. يُنظر إلى الاستيلاء على المنطقة على نطاق واسع على أنه هدف حرب الكرملين، وفقًا لوكالة رويترز.
كان عدد السكان في سوليدار قبل الحرب يبلغ ما يزيد قليلًا عن 10 آلاف نسمة، أما الآن يسكنها العشرات فقط بعد الدمار الذي لحق بها.
تقاتل روسيا على هذه البلدة في محاولة للسيطرة على منطقة دونباس بأكملها، ويبدو أن للروس اليد العليا في المعارك.
سيكون لاستيلاء موسكو على سوليدار ومناجم الملح فيها قيمة رمزية وعسكرية وتجارية لروسيا.. فما الأسباب وراء ذلك؟
استعادة الثقة
سقوط سوليدار سيكون نقطة تحول في الحرب التي استمرت 11 شهرًا، سيكون جائزة للكرملين المتعطش لأخبار جيدة من ساحة المعركة في الأشهر الأخيرة.
كما سيوفر للقوات الروسية نقطة انطلاق لغزو مناطق أخرى من مقاطعة دونيتسك التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية، مثل مدينة باخموت الاستراتيجية القريبة.
كانت دونيتسك ومقاطعة لوهانسك المجاورة، والتي تشكل معًا منطقة دونباس المتاخمة لروسيا، الأهداف الإقليمية الرئيسية المعلنة لموسكو في غزو أوكرانيا، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.
الهجوم على بخموت
تقع سوليدار على بعد أقل من 10 كيلومترات شمال شرقي مدينة باخموت، حيث اندلع القتال منذ شهور في واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب يطلق عليها اسم "مفرمة اللحم".
إذا تمكنت روسيا من الاستيلاء على سوليدار ، فمن المحتمل أن تكون قادرة على استخدام هذا الموقف لتكثيف هجومها على باخموت، وقد تحاول أيضًا مهاجمة المواقع الخلفية لأوكرانيا هناك لتطويق المدينة.
يقول المحلل المقيم في كييف، أولكسندر موسينكو، إن الاستيلاء على سوليدار لا يعني أن خط الدفاع الأوكراني أو الجبهة قد انهار وأنه سيكون من الضروري العودة إلى خطوط دفاعية جديدة.
مناجم الملح في سوليدار
سوليدار موطن لمناجم الملح الكهفية التي تملكها شركة Artemsil المملوكة للدولة، والتي هيمنت على السوق الأوكرانية حتى أوقفت الإنتاج بعد بضعة أشهر من غزو روسيا.
كانت الشركة تعتبر في يوم من الأيام واحدة من أكبر الشركات في أوروبا الشرقية وتقوم بتصدير الملح إلى 20 دولة.
أنتجت الشركة أكثر من 280 مليون طن من الملح منذ تأسيسها في أواخر القرن التاسع عشر، يصل عمق المناجم إلى 200: 300 متر ولديها أنفاق يبلغ طولها مجتمعة 300 كيلومتر.
يمكن أن تكون مناجم الملح أصولًا مربحة تجاريًا، ويمكن استخدامها أيضًا لتخزين الذخيرة والأسلحة خارج مدى الصواريخ الأوكرانية.
إضافة إلى كل هذا فإن سوليدار تتوسط خط دفاع القوات الأوكرانية بين أرتيوموفسك وسيفيرسك، وتمر عبرها شبكة من الطرق والسكك الحديدية تستخدم للإمداد.. لذلك تريد روسيا قطع كل هذا والسيطرة الكاملة على البلدة.
مقتل 500 أوكراني.. "فاجنر": "سوليدار" بالكامل في قبضة القوات الروسية https://t.co/XkceawAIAR #اليوم pic.twitter.com/qz9mQ7RBj1— صحيفة اليوم (@alyaum) January 11, 2023