تعد بيانات التضخم من أهم المؤشرات الأمريكية التي ينظر إليها الاقتصاديون بكثير من التفحص والاهتمام، والتي أكدت على حدوث تباطؤ ملحوظ في أسعار المستهلكين، وهو ما ينذر بإمكانية استمرارية هذه الحال خلال العام 2023، وينعكس على وقف زيادات أسعار الفائدة الأمريكية التي أرقت العالم بشدة خلال 2022، وفق ما ذكرته صحيفة "فايننشال ريفيو".
وقالت الصحيفة، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة "اليوم" أبرز ما جاء فيه، إن المستثمرين لم يضعوا في اعتبارهم بعد أي تخفيضات مستقبلية لأسعار الفائدة. وبمجرد وصول "الفيدرالي" إلى ذروة التشديد النقدي في النصف الأول، فإنهم يعتقدون أن جيروم باول، رئيس البنك، سيخفف أسعار الفائدة في النصف الثاني من عام 2023، بمقدار ثلاث تخفيضات تقريبًا حتى يناير 2024.
3.1 % انخفاضا في معدل التضخم بالولايات المتحدة
أضافت الصحيفة أن التضخم في الولايات المتحدة انخفض إلى 3.1%، وهو أقرب بكثير إلى هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي البالغ 2%، كما أنه أدنى نسبة لمعدل ربع سنوي للتضخم منذ سبتمبر 2021، وذلك بعدما وصل التضخم إلى ذروته عند 7.9% في يونيو 2022.
على الجانب الآخر، تراجعت أسعار بعض العناصر الأساسية، مثل المواد الغذائية والغاز في ديسمبر مع توقع بحدوث انخفاضات أكبر في الأشهر المقبلة. وشملت العوامل الأخرى الانكماشية البارزة أسعار السيارات وتذاكر الطيران في الولايات المتحدة، وهذا من شأنه أن يساعد بشكل أكبر في خفض توقعات التضخم في مؤشر أسعار المستهلكين على المدى القصير، وهو ما يركز عليهما بنك الاحتياطي الفيدرالي بشدة.
أيضاً، ساعد التحول اللافت في معدلات التضخم على خفض أسعار الفائدة طويلة الأجل للاحتياطي الفيدرالي التي تتراوح بين 4.25 و4.50%، وعادة ما يكون هذا التحول في منحنى عائد السندات الحكومية نذير ركود. كما انخفض عائد السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات من ذروة بلغت 3.9% بديسمبر إلى حوالي 3.4%.
ويتوقع محللون أن يظل مديروا البنوك المركزية حول العالم متبعين لسياسة التشديد النقدي نسبيًا في النصف الأول من العام الجاري، بينما يوقفون تماماً أو يبطئون هذه الزيادات في النصف الثاني.
ختاماً، من المتوقع أن يتجاوز سعر الفائدة النهائي لبنك الاحتياطي الفيدرالي 5%. وقد يُخفض هذا الرقم بشكل متواضع إلى 4.9%.
