تواجه صناعة العود السوري، تحديات كبيرة، تتعلق بارتفاع أسعار تكلفة العود، وعدم إقبال المواطنين عليه، وسط الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثير الحرب السورية، مع الإعلان عن خطط لدعم الحرفيين والصناعة وترويج منتجاتهم.
أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، العود السوري على قائمتها للتراث الثقافي غير المادي، في شهر ديسمبر من العام الماضي، مع تميزه بصوته الفريد ومنحنياته المصنوعة يدويا بدقة.
وعلى الرغم من أن آلة العود موجودة في جميع أنحاء المنطقة، فإن العود السوري يشتهر بنغماته النقية وأصواته الفريدة والمتناسقة.
عزف 200 مقام على العود
وقال طوني طويل أحد صناع العود: "كثير من الملحنين ألحانهم تصنع على آلة العود، ما بيستعينوا بآلة ثانية لأن العود تعزف عليه أكثر من 200 مقام بيعطي العلامة ونص العلامة وربع العلامة ونص ربع العلامة غير الجيتار يلي بيعطيك الصوت ونصف الصوت".
وأضاف طويل: "وقت نضرب عالوتر ارتداد الوتر بيدخل هون بالتجويف وبيرجع بيطلع من الفتحات فهذه التقعيرة بدها تكون معمولة بدقة ويكون الخشب صحيح وناشف حتى يعطي صدى أكثر وتطلع العلامة نقية إن يكون في نقاء بصوت الوتر".
تأثر صناعة العود بالحرب السورية والأزمة الاقتصادية
لكن صناعة العود تأثرت بشدة بالحرب السورية والأزمة الاقتصادية في السنوات التي أعقبت الحرب، مع تراجع الطلب على الآلات الموسيقية.
وأوضح علي خليفة، صاحب ورشة لصنع الأعواد في دمشق، أنه بالإضافة إلى تراجع الطلب، فإن الزيادة الكبيرة في الأسعار بسبب المواد الخام باهظة الثمن دفعت الزبائن إلى العزوف عن الشراء.
وقال خليفة: "نعتمد على السوق الداخلي والقوة الشرائية ضعيفة وليست متناسبة مع الأسعار، يعني عمليا العود اللي كان يباع برقم اليوم تضاعف 20 مرة والسبب ارتفاع أسعار التكلفة".
سوريا تتعاون مع اليونسكو لدعم الحرفيين وترويج منتجاتهم
مع إدراج العود في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، ستتعاون الأمانة السورية للتنمية مع المنظمة الدولية، لدعم الحرفيين في ترويج وبيع منتجاتهم من أجل الحفاظ على الصناعة.
وقالت رشا برهوم، مساعد تنفيذي لبرنامج التراث الحي للأمانة السورية للتنمية: "ظهرت الفكرة إنه ليه ما بيكون في ترشيح لملف صناعة الأعواد الموسيقية والعزف عليها على قوائم التراث الإنساني باليونسكو".
وأضافت برهوم، أنه بدأ العمل في عام 2018 على هذا المشروع وتقدم الملف وأٌدرج بنهاية عام 2022.
انطلاق خطة الصون خلال العام الحاليّ
أشارت برهوم، إلى انطلاق خطة الصون خلال العام الحاليّ، وخلال الـ6 سنوات سيكون هناك مشروعات أكبر، في مجالات: التسويق، الترويج، النشر، ومساعدة الحرفيين والعازفين لتجاوز المشكلات والعقبات التي تعاني منها صناعة العود.
