أهل مصر يقولون: على رأي المثل.
أهل الجزيرة والخليج يقولون: راعي السالفة، أو: على ما قال القايل، وربما سمعنا: على ما قال الأول. ولا بد أن أهل المغرب العربي والشام والسودان لديهم من التعبير عن هذا الكثير.
يقول المتحدث هذا التعبير لدعم حديثه، أو لاستمرار تأثير الحديث.
المثل ثقافة شفهية ترويها الأجيال، وقيل عنه إنه حكمة الأجداد الممكن استعمالها في أزمنة مختلفة، حتى لو اختلفت اللهجة أو حتى اللغة. فيكثر المثل الصيني الموجود في الأقوال اليابانية، ويكثر التطابق بين الهندي والفارسي والعربي.
ويوصف المثل الشعبي بأنه فلسفة مأثورة وعصارة حكمة، ودائما يأتي جملة محكمة البناء بليغة العبارة وشائعة الاستعمال، وهو ذو صلة بالتعبير المثلي المتعارف عليه، بغض النظر عن بساطة أو عمق المتلقي.
الأمثال عبارات قائمة بذاتها تثري الكلام وتوضحه، منها عبارة (الناس سواسية كأسنان المشط)، فهو تعبير بسيط وعظي ويعتمد على المجاز، إلا أنه يخلو من المثل لغة ومفهوما وقواعد، كما يوجد القول المأثور الذي يقر واقعا معينا ولا يحتوي على معان ضمنية، إضافة إلى وجود (الحكمة) وهي تنبيهية وإعلامية ووعظية، وهي تحديد لشرط سلوكي وقيمة أخلاقية تمتاز بطابع الإبداع الشخصي، كما توجد (الكناية) التي تستخدم للتعبير عن الشيء بلفظ غير صريح، فيقال (امصنجر شراعه) أي لف شراعه على خشبة المركب.. وهي دلالة على استعداده للسفر.
وقرأت بحثا يرى أن المثل يأتي نتيجة حادث أو خرافة معينة، ويختلف عن المثل الفصيح والمعروف بمتانته من ناحية اللغة والتعابير، ويميز المثل الشعبي أنه أصيل، فهو عربي المنشأ وإن لم يكن المثل فصيحا.
المثل الشعبي تحكمه خصائص منها أن معظم الأمثال الشعبية جواب لشرط أو سؤال مثل (اللي عمره ما تبخر، تبخر واحترق)، كما يمتاز المثل بكثرة الجناس والتعبير المجازي وجمالية الصياغة مثل (اللي في القدر يطلعه الملاس).
من الأمثال التي تنتقد الطمع والطماعين مثل (من بغاه كله خلاه كله) أو (من طمع طبع)، وهناك أمثال تنهى عن الحسد ومراقبة الناس (الحسود لا يسود) و(من طالع غيره قل خيره).