تعاني الرياض خلال هذه الفترة ازدحاما مروريا خانقا وبالذات بعد الساعة الرابعة عصرا وحتى السادسة مساء التي تشتد فيها ذروة الازدحام المروري، بالرغم من صعوبة الحركة المرورية بشكل عام في كل الأوقات، هذه الصعوبة في الحركة تحتاج حلولا طويلة الأمد ربما تستغرق عدة أعوام لتنفيذها، مما يحتم حلولا عاجلة لفك ذلك الازدحام أو التقليل منه قدر المستطاع، ذكرت في مقال سابق أن تهيئة وتطوير المدن القريبة من العاصمة مثل (حريملاء والعيينة والجبيلة وضرماء) وتحويلها إلى مدن تضج بالحياة بحيث يستقر فيها الناس، تعتبر من أبرز الحلول لتخفيف الازدحام السكاني، ويتم ذلك من خلال إنشاء المستشفيات والجامعات وبعض الدوائر الحكومية وتطوير البنية التحتية من طرق وغيرها في تلك المدن الصغيرة بحيث تصبح أشبه بالضواحي للعاصمة، سيكون كافيا بإذن الله لتحويل البوصلة السكانية إلى هناك، وبالتالي تخفيف تلك المعاناة المرورية عن الرياض بشكل كبير، لكن هذا الاقتراح لو تم الأخذ به يحتاج وقتا طويلا لتنفيذه، فيما نحن نحتاج حلولا عاجلة وسريعة لذلك الازدحام الخانق الذي تعاني منه مدينتنا الحبيبة.
من أبرز الحلول السريعة في رأيي أن تتم الدراسة لمراحل التعليم العام (ابتدائي ومتوسط وثانوي) من الساعة الثالثة عصرا وحتى الثامنة مساء بحيث يذهب الطلبة والطالبات والكادر التعليمي إلى المدارس قبل خروج الموظفين من أعمالهم ويعودون مساء بعد أن هدأت ذروة الضغط المروري، لنا أن نتخيل أكثر من ستة ملايين شخص ما بين طالب ومعلم وإداري يبتعدون عن ذروة الحركة المرورية.. ما هي النتيجة؟ بالتأكيد تعني مرونة كبيرة وتخفيفا للحركة المرورية بشكل كبير مما يساعد على تجاوز هذه المرحلة الصعبة في الحركة المرورية، تغيير وقت الدراسة لا يشمل سوى المدن الرئيسية مثل الرياض وجدة والدمام أما بقية المدن فليس لديها ازدحام تحتاج معه لتغيير وقت الدراسة.
تلك الصعوبات المرورية من وجهة نظر أخرى تعني ولله الحمد أن الرياض تمر بمرحلة نمو قوية أدت لجعلها منطقة جذب سكاني على مدار العام، وهذا أمر إيجابي ولله الحمد ولكن نحتاج إلى حلول عاجلة تساعد على فك الاختناقات المرورية حتى يتم عمل كافة الخطط الطويلة التي تساعد على التخلص من تلك المشكلة.