رفع بنك "باركليز" العالمي توقعاته لسعر صرف اليورو مقابل الدولار في عام 2023 بالكامل، لكنه حذر من أنه قد ينهي الربع الأول أقل من المستويات الحالية، وفق ما ذكر موقع "كارنسيز نيوز"، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة "اليوم" أبرز ما جاء فيه.
وقال محللو "باركليز" إنهم رفعوا توقعاتهم لليورو مقابل الدولار بناءً على التوقعات بتراجع أسعار الغاز، وإعادة فتح الاقتصاد الصيني، مع هدوء دورة تشديد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
يأتي ذلك، وسط ما وصفه المحللون من أنه أداء متفوق مستمر في زوج اليورو مقابل الدولار، والذي ارتفع بنسبة 1.30٪ في عام 2023 بعد تدنيه عن مستوى التكافؤ، مضيفين بأن اليورو حقق تقدمًا بنسبة 12٪ من أدنى مستوياته في 26 سبتمبر عند 0.9543 ليصل نهاية العام الماضي إلى 1.0660.
ويدور سعر صرف العملة الآن في حدود 1.0840، وهو أعلى مستوى له منذ أبريل 2022 .
توقعات النمو
يؤكد المحللون أن الارتفاع يأتي مدفوعًا بشكل أساسي بإعادة تقييم كبيرة لتوقعات النمو بمنطقة اليورو في ضوء انخفاض أسعار الغاز وارتفاع مستويات تخزين الغاز.
حول ذلك، أوضح المحلل ثيميستوكليس فيوتاكيس، رئيس قسم أبحاث العملات في باركليز، الأمر بقوله: "وصلت أسعار الغاز الطبيعي إلى مستويات ما قبل الحرب في أوكرانيا، والفضل في ذلك يعود إلى فصل الشتاء المعتدل، ما يعني انخفاضًا فيما يخص توقعات مخاطر الطاقة وأثرها على اليورو ، ولكن ذلك لا ينفي وجود المخاطر بشكل عام".
تحركات المركزي الأوروبي
اعتبر فيوتاكيس، أن التحرك الاقتصادي الإيجابي يأتي في وقت يُتوقع فيه أن يعلن البنك المركزي الأوروبي عن عمليتي رفع على الأقل لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في أوائل عام 2023 من أجل السيطرة على التضخم.
قال فيوتاكيس: "يمكن القول إن وتيرة التشديد النقدي للبنك المركزي الأوروبي قد تدعم الاتجاه الصعودي على المدى المتوسط. وهذا يعني أن المزيد من الارتفاعات ستأتي من البنك المركزي الأوروبي أكثر من الاحتياطي الفيدرالي في 2023".
عزا فيوتاكيس ذلك إلى إصدار بيانات التضخم في 12 يناير، حيث قد تشهد الأسواق ارتفاعًا بمقدار 25 نقطة أساس في فبراير، ما يرفع التكهنات بأن هذا قد يكون آخر قرار رفع الفائدة بوتيرتها الحالية.
ولكن الأهم من ذلك هو أن أسواق المال تقدر الآن زيادة أسعار الفائدة بنحو 150 نقطة أساس، ومن ثم تخفيضها بحلول نهاية النصف الأول من 2024، وهو ما يتجاوز بكثير ما يقرب من 50 نقطة أساس المتوقعة من البنك المركزي الأوروبي في تلك الفترة.
زوج الدولار واليورو
تميل ديناميكيات أسعار الفائدة بشكل خاص إلى الاتجاه الصعودي لليورو والدولار، لكن ذلك لا يلغي خطر ارتفاع أسعار الغاز مرة أخرى، وتهديد المعنويات السوقية بشأن آفاق التعافي في منطقة اليورو.
أوضح فيوتاكيس: "قد يواكب ذلك صعود أسعار السلع، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي، وسط ارتفاع الطلب من الصين، ووسط توترات سياسية عالية.. و هذا مكمن الخطر وراء توقعاتنا على المدى القريب لليورو مقابل الدولار".
اختتم فيوتاكيس: "لقد رفعنا توقعاتنا لليورو مقابل الدولار إلى 1.12 بحلول نهاية العام الجاري من 1.05، بفضل توقف أسرع من المتوقع لسياسة صفر كوفيد الصينية، واحتمالات تراجع دورة تشديد من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي نظرًا للإشارات التي تدل على أن التضخم الأمريكي ربما بلغ ذروته، وكل هذا يصب في صالح زيادة قوة اليورو مقابل الدولار".