قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن تجدد الصراع بين أرمينيا وأذربيجان يؤكد تراجع النفوذ الروسي.
وبحسب تقرير لـ "انطون ترويانوفسكي"، في أواخر عام 2020، عندما توسط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إنهاء حرب بالقوقاز بين أذربيجان وأرمينيا، ووضع 2000 جندي حفظ سلام روسي بين الجانبين، بدا الأمر وكأنه ضربة استراتيجية رئيسية.
صانع السلام
وتابع التقرير يقول، أعطت الصفقة لروسيا وجودًا عسكريًا في دولة من دول ما بعد الاتحاد السوفيتي وهي أذربيجان، بينما عمقت اعتماد دولة أخرى وهي أرمينيا على روسيا كضامن لأمنها.
وأضاف: وضع بوتين نفسه في موقع صانع السلام وبدا أنه يؤكد مطالبته بنفوذ روسيا الشرعي، باعتبارها القوة الوحيدة القادرة على الحفاظ على الاستقرار في جميع أنحاء المجال السوفيتي السابق.
وأردف: لكن بعد عامين فقط، اشتعل الصراع على منطقة ناغورنو كاراباخ في أذربيجان مرة أخرى، ولم تتدخل روسيا، التي تشتت انتباهها الحرب في أوكرانيا وأضعفتها.
Russia helped end a 2020 war between Azerbaijan and Armenia, and its troops policed the cease-fire. But with a new crisis in the Caucasus heating up, Moscow, distracted and weakened by its war in Ukraine, has not intervened. https://t.co/mMdUe0W019— The New York Times (@nytimes) January 17, 2023
الوجود الروسي
واستطرد التقرير: في تحدٍ للوجود الروسي، يختبر الأذربيجانيون ما إذا كانت موسكو لا تزال قادرة ومصممة على فرض إرادتها على جيرانها الأصغر في خضم حربها بأوكرانيا.
وتابع: منذ 12 ديسمبر الماضي، أغلق الطريق الجبلي، الذي يربط ناغورنو كاراباخ بأرمينيا وسط احتجاجات من قبل النشطاء الأذربيجانيين، الذين يزعمون بأنهم يعارضون عمليات التعدين غير القانونية في المنطقة.
تراجع الموارد
أشار التقرير إلى أن الحكومة الأذربيجانية أيدت الاحتجاجات، بينما يقول الأرمن، إن أذربيجان هي من هندست تلك الاحتجاجات وينتقدون قوات حفظ السلام الروسية لعدم ضمان بقاء الطريق مفتوحًا.
ونقل عن فرهاد محمدوف، المحلل الموالي للحكومة في العاصمة الأذربيجانية باكو، يمكن ملاحظة أن موارد روسيا في المنطقة أصبحت محدودة. أصبحت روسيا أضعف.
وتابع التقرير: تشكل حواجز الطرق تصعيدًا جديدًا في النزاع الدموي المستمر منذ عقود حول جيب يقطنه عشرات الآلاف من الأرمن داخل حدود أذربيجان المعترف بها دوليًا.
إعادة التشكيل
وبحسب الصحيفة الأمريكية، أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى إعادة تشكيل العلاقات في جميع أنحاء العالم، ولم يكن ذلك في أي مكان أكثر وضوحًا من الحدود بين أوروبا وآسيا، مما أدى إلى تقوية أيدي تركيا ونظام إيران، وهما الآن مصدران مهمان للتجارة والأسلحة لموسكو، بينما يقوض النفوذ الروسي في القوقاز.
وتابع: أرمينيا جزء من التحالف العسكري بقيادة روسيا لست دول ما بعد الاتحاد السوفيتي، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وتستضيف قاعدة عسكرية روسية، لكن حتى الآن، لم يتخذ الكرملين أي إجراء لمساعدة حليفته.