يؤثر تساقط الثلج بشكل مباشر على حياة البشر في المقام الأول، وباقي الكائنات الحية، ويعد من العناصر الطبيعية البالغة الأهمية لاستمرار الحياة على سطح الأرض، وكذلك إبقاء الحرارة في حالة معتدلة.
وإن كان يظن البعض أن تساقط الثلج يتسبب في إيقاف سير الحياة أو يضر بسكان المناطق التي يحل فيها، فإن ذلك بالطبع اعتقاد خاطئ، وعلى العكس من ذلك فإنه يفيد في تحريك الحياة، كيف ذلك؟
نستعرض في تقريرنا أهمية الثلج وكيف سيكون شكل الحياة بدونه؟
تأثير الثلج على البشر
على مدار آلاف السنين من عيش بعض البشر في بيئات يتساقط فيها الثلج، تكيفوا خلالها على تلك الحياة وطوروا نمط معيشتهم ليتناسب مع تلك البيئة، ويعد هذا تأثيرًا مباشرًا له على البشر.
إضافة لذلك فإن الثلج يعمل كخزان طبيعي للمياه العذبة، ويظل محتفظًا بها حتى حلول الربيع، وذلك عندما يذوب بفعل ارتفاع درجة الحرارة، متحولًا إلى ماء جار في الأنهار والينابيع، التي يستقي منها البشر والحيوانات.
أما بالنسبة للأماكن التي تشهد تساقطًا متقطعًا للثلوج، فإن سكانها يستطيعون الاستفادة من ذلك في التنبؤ بموجات الطقس شديدة البرودة، إذ إن الثلج حينها يكون إشارة لموجة برد تتبعه، بحسب المركز القومي لبانات الثلوج في جامعة كولورادو الأمريكية.
وغير ذلك فإن تأثير تساقط الثلج على المناخ والحرارة، إضافة لدورة حياة النباتات والحيوانات التي يعتمد البشر على بعضها، كل ذلك يجعله مؤثرًا بشكل مباشر في حياة الناس، ولا غنى لهم عنه.
تأثير الثلج على النباتات والحيوانات
يؤثر الثلج بالطبع على دورة حياة النباتات والحيوانات في المناطق التي يتساقط فيها، وليس فقط خلال فصل الشتاء، لكن يمتد هذا التأثير إلى بقية فصول السنة، ويتضح بشكل كبير في الربيع.
وبحسب ما نقله موقع ساينس إكسبلورر عن هنري جولز، مدير البرنامج في قسم البيولوجيا البيئية في مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية، فإن وجود الثلج في الشتاء يمهد للنمو النباتات في الفترة التالية له خلال الربيع.
ذلك أن الجليد يحافظ على الكائنات الدقيقة نشطة خلال فترة وجوده في الأجواء الباردة، وفور ذوبانه فإنها تنطلق متسببة في إزهار النباتات ونموها، خاصة في البيئات الجبلية.
هذا غير الحيوانات التي تعتمد بشكل كلي على تساقط الجليد في ممارسة نشاطاتها، وإيجاد غذائها مثل الدببة القطبية والبطاريق وحتى حيوان الموظ.
العالم بلا ثلج أكثر حرارة
بعكس ما قد نتخيله من شكل للعالم بلا ثلج، بأنه سيكون أكثر دفئًا، فإن النتائج العلمية تعكس هذا التخيل، وتخبرنا بأن العالم من دون تساقط للثلوج سيكون أكثر صقيعًا.
ذلك أن الثلج يعمل كعازل حراري عندما تتراكم حبيباته فوق بعضها، متسببة في تكون طبقة سميكة تغطي الأرضيات وأسطح المنازل، ويتضح ذلك بكثرة في المناطق الأكثر برودة، والتي تشهد تساقطًا للثلوج بغزارة.
وغير ذلك فإن الثلج يعكس أشعة الشمس المحملة بالحرارة التي تنصب على الأرض، ويعيدها نحو الفضاء مرة أخرى، مجنبًا سطح الأرض مزيدًا من الحرارة التي تسخنها.
وينقل موقع ساينس إكسبلورر العلمي عن عالم الأحياء جوناثان باولي من جامعة ويسكونسن ماديسون وبن زوكربيرج، ما توصلا إليه في دراسة علمية أجرياها واختبرا فيها تأثير اختفاء الثلج من سطح الأرض، حيث أثبتا أن الثلج مهم في الإبقاء على حرارة الأرض معتدلة، ومن دونه ستنخفض درجات الحرارة لمستويات قياسية، لا يستطيع البشر تحملها، إن قرروا السكن في نفس المناطق التي سيختفي فيها الجليد.
