في دراسة الجدوى قبل بدء المشاريع التجارية، يركز جانب مهم على تحليل اتجاه السوق وسلوك المستهلك وتفضيلاته، وكلما كانت بيانات الدراسة صحيحة ودقيقة، ارتفعت نسبة نجاح المشروع.
وفي المشاريع والصناعات الناجحة تبرز أيضًا الحاجة المستمرة لفهم اتجاه السوق فضلًا عن المرونة لمواكبة هذا الاتجاه بتغيير الإستراتيجيات والمنتجات.
في صناعة الإعلام ليس جديدًا معاناة المؤسسات الصحافية التقليدية من التطورات الرقمية المتسارعة، لاسيما في موارد الإعلانات، لكن الجديد هو تراجع وارتباك منصات التواصل الاجتماعي التي ظلت طوال العقد الماضي تسجل نموًّا وازدهارًا؛ بسبب تغيّر اتجاه السوق ودخول لاعبين.
معهد «رويترز» لدراسة الصحافة (RISJ) كشف عن تنبؤاته حول منصات الإعلام الجديد للعام 2023 استنادًا إلى مقابلات مع قادة صناعة الأخبار؛ للوصول إلى الاتجاهات التي يجب أن ينتبه إليها الناشرون والعاملون بالصناعة في 2023، لاسيما مع معاناة شركات التكنولوجيا الكبرى من سلسلة انتكاسات مرتبطة بتباطؤ الإعلانات الرقمية، وانخفاض اهتمام المستهلكين بالعديد من منتجاتها، لعل من أبرز ملامحها تسريح «تويتر» ثلاثة أرباع قوتها العاملة، وفقدت أكبر معلنيها في 2022، وانخفض سهم ميتا بنحو الثلثين (66٪).
وقال التقرير إن شبكات التواصل الاجتماعي من الجيل الأول تفقد جاذبيتها بالنسبة للمستخدمين الأصغر سنًّا على وجه الخصوص، لصالح التطبيقات المليئة بالمرح مثل «تيك توك»، الذي يمثل الارتفاع الكبير في شعبية «تيك توك»، مصدر قلق وجودي لفيسبوك وجوجل، حتى أن أمازون باتت تخشى إمكانات «تيك توك» كمنصة للتسوق والدفع؛ لذا توقع التقرير أن تغيّر «فيسبوك» بوصلتها هذا العام بعيدًا عن الأخبار، متجهة نحو الترفيه والتجارة عبر الهاتف المحمول، فيما تخطط «تيك توك» لإضافة ميزات تجذب الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا، منها زيادة طول مقاطع الفيديو، وتقديم مقاطع فيديو بعرض أفقي تنافس يوتيوب.
وفي دول الاتحاد الأوروبي سيدخل قانونا الخدمات الرقمية (DSA) والأسواق الرقمية (DMA) حيز التنفيذ هذا العام؛ بهدف التقليل من المحتوى الضار، وحماية مؤسسات الإعلام التقليدي ضد المنافسة غير العادلة؛ ما يعني وضع قيود جديدة على أنشطة أكبر شركات التكنولوجيا.