في صغري كنتُ أنتظر يوم الخميس من كل أسبوع لأشاهد البرنامج الرياضي الشهير والوحيد على القناة السعودية الأولى «الرياضة والشباب» من تقديم الأستاذين القديرين محمد خيري، ومزيد السبيعي، صدقًا كنتُ أحترق شوقًا له لأشاهد المواد الدسمة التي تسلط على محتوى الرياضة وما ننعَم به من متعة في كرة القدم وغيرها من الرياضات، بغض النظر عن الميول الرياضي وأقولها صادقًا كان التنوع موجودًا والجميع راضٍ باختلاف التشجيع للأندية، وكان الضيوف يركزون على المستويات والأحاديث الفنية، وابتعدوا بشكل كبير عن أحاديث «الطقطقة» أو «قصف الجبهات»، ففي نظري أنها فرقعة مؤقتة وسطحية وقشرية لا تخدم إلا البليدين وفقراء الإنجازات، أما الصحيح فهو الطقطقة في الملعب أمام الخصوم وقصف الجبهات بذهب المنصات والكؤوس. المهم مع مرور الزمن جاءت برامج أخرى فبدأ آخر في القناة الثانية اسمه (كل الرياضة) وكان أيضا جيدا ومع الانفتاح التقني وتعدد الفضائيات والمنصات الاجتماعية تضاعفت البرامج، وكذلك الضيوف فبدل برنامج أو برنامجين في الأسبوع أصبحت خمسة برامج يوميا بضيوفها. كل ذلك للأسف كان على حساب جودة المحتوى الذي وصل لبعضها إلى حد الفراغ، شيء مخجل ما نشاهده من طرح بعض الإعلاميين، والذين لا يمثلون الإعلام بل هم مشجّعون متعصبون بعيدون في طرحهم عن المنطق والعقل وما يشاهد واقعًا وحقيقة أمام الأعين، تحب هذا النادي فتمجد إدارته ولاعبيه وتوجهاته، لا تحبه يصبح كل شيء فيه خطأ وحظا ودعما. نادٍ يحقق الإنجازات داخليا وخارجيا وإدارات متعاقبة تعمل بكل احترافية يوصف بالمحظوظ والمدعوم وممهد له كل طريق، وآخر يفشل في جُل إنجازاته وانقسامات إدارية وشرفية ومشاكل لاعبين وشكاوى وتخبط وعشوائية يسمى الأفضل والأبرز، وناد لا يعرف كيف يدير فريقه وآخر يصارع الهبوط وآخر يعمل بشكل جيد، المفروض يكون الطرح متنوعًا كتنوع أداء الأندية وتعددها ولكن للأسف هناك طرحان فقط هما ما ذكرته أولًا. أؤمن بالحظ وهو جزء من الحياة كلها، ولكني قبل ذلك أؤمن بأنه لا يأتي إلا للمجتهدين فهم يحاولون ألف مرة ينجحون في جلها ويساعدهم الحظ في أقلها أما البليد فهو لا يحاول أصلا فكيف بالحظ أن يساعده؟ هل الفريق الذي يقاتل من أول المباراة إلى آخرها ثم يسجل في آخر دقيقة يسمى محظوظا؟ إذن ماذا عن النائم لسنوات، ماذا يسمى؟ أعرف أن الحظ يساعدك في ثانية أو ثانيتين ولكن لا يجلب لك رئيسا جيدا ولا لاعبين متميزين ولا رعاة يساعدون في عوائدك المالية، ولا عملا مميزا نراه بأعيننا كالهلال أول الشهر، وكالقمر في منتصفه. يقول الشاعر (مَن يندب الحظ يطفئ عين همته، لا عين للحظ إن لم تبصر الهمم) فأبصروا الهمم حتى تراكم أعين الحظ.
وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل، أودعكم قائلا: (النيات الطيبة لا تخسر أبدا).. في أمان الله.