@1428_mona
قابلتها عند بوابة المدرسة، ويدها الصغيرة تحمل مشاركتها،
وعلى ظهرها تربعت حقيبتها، وعلى وجهها ارتسمت معالم الفرح.
حملتُ عنها ما في يدها من حاجيات، فنظرتْ إليَّ نظرة كمَن يخاف أن تُسرق فرحته.
قاطعتُ خوفها ذاك وقلت: سأحملها عنكِ يا صغيرتي.
دخلنا فناء المدرسة، وما زالت بقايا نظرة الخوف في عينيها الصغيرتين، ودار بيني وبينها هذا الحوار..
- قلت لها: ماذا يوجد عندكم اليوم؟
- قاطعتني بكل فرح: هذه مشاركتي بأسبوع القهوة السعودية.
- جميل.. وما هي مشاركتكِ؟
- رسومات، وبعض التوزيعات صنعتها لي أمي.
- ولن أقول لكِ.
- ماذا؟
- عندي مسرحية أيضًا، وزميلتي في الفصل ستلقي قصيدة، وطالبات الفصل السادس لديهن مشاركات، جميع مَن في المدرسة سعيد..
- لقد وصلنا.
أعطيتُها حاجياتها، واتجهت لغرفة الإدارة، وبدأ حفل أسبوع القهوة السعودية، كان حفلًا منوعًا ما بين عروض مسرحية وبحوث علمية عن القهوة وأنواعها، وأماكن زراعتها، ومتى تم اكتشافها، ولمحة تاريخية عن وصولها لشبه الجزيرة العربية.
حضرت هذه المناسبة في جميع المراحل التعليمية (الابتدائية، المتوسطة، الثانوية).. وكل مرة يزداد إعجابي وتقديري لتعاون العمالقة؛ فأسبوع القهوة السعودية برنامج يحكي تعاون وزارة التعليم مع وزارة الثقافة.
برنامج لمستُ كيف ينمّي عددًا من المهارات، منها على سبيل الذكر لا الحصر:
- البحث.. القراءة.. تنمية المهارات التقنية.. الرسم.. الإلقاء.. والخطابة.
وهذا غيض من فيض، وإن كنتُ وددتُ ألا تُبتر فرحة ذلك البرنامج الجميل بتحديده بحصص معينة، وأن تأتي الأوامر من الإدارات بعدم تعطيل اليوم الدراسي، ولهؤلاء أقول إن لم تكن هذه المهارات وتنميتها هي اليوم الدراسي، فما هو اليوم الدراسي إذًا؟
وبأسلوب الناقد للميدان التعليمي، أقول إن النقد أمر صحي لأي مؤسسة أو مجتمع وظيفي.
والنقد السليم يكون في معالجة السلبيات، وأبرز الإيجابيات.
وهذا البرامج له إيجابيات تفوق الوصف.
لذلك حقٌ علينا إبرازها، وشكر القائمين عليه، فالشكر والتقدير لكلٍّ من وزارة التعليم ووزارة الثقافة على هذا البرنامج الذي يُعلم ويعزز قيمًا، وينمّي مهارات، وهكذا يكون الإنجاز والإبداع عندما يتعاون العمالقة.