قال موقع "فوكس"، إن الصين على ما يبدو في طريقها للندم على سياسة الطفل الواحد.
بحسب تقرير لـ "بريان والش"، تشهد الصين للمرة الأولى منذ أكثر من 60 عامًا، حدثًا نادرًا، وهو موت عدد أكبر من الأشخاص الذين ولدوا.
المجاعة الكبرى
أشار التقرير إلى أنه بسبب المجاعة الكبرى شهدت البلاد بين عامي 1960 و1961 انخفاضًا حادًّا في معدل المواليد، ليقل عدد السكان بمقدار 700000 شخص.
ومضى يقول، بمجرد تخلي الزعيم الصيني "ماو" عن سياسات التصنيع القسرية التي أدت إلى المجاعة الكبرى، انتعش معدل الخصوبة في الصين بسرعة وتراجعت الوفيات.
واستطرد: لكن الآن، ولأول مرة منذ ذلك العام، يتقلص عدد سكان الصين مرة أخرى، وهذه المرة، من غير المحتمل أن يتغير المسار قريبًا.
فقدان مكانة
وتابع التقرير: ذكرت الحكومة الصينية أخيرًا أن 9.56 مليون شخص ولدوا في الصين العام الماضي، بينما توفي 10.41 مليون آخرين.
وأضاف: ربما تكون الصين قد فقدت بالفعل مكانتها باعتبارها الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم لصالح الهند.
وأشار إلى أنه بينما لعب وباء كورونا دورًا ما في هذه الأرقام، فإن انخفاض عدد سكان الصين ليس نتيجة أزمة واحدة حادة، ولكن سنوات من القرارات السياسية والتحولات الثقافية والاقتصادية التي قادت هذه الأمة التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة إلى ما هي عليه اليوم "مواجهة شيخوخة وتقلص سكاني في المستقبل المنظور".
حتمية ديموغرافية
التقرير تابع: هذا لا يعني أن الصين كدولة أو كقوة عالمية في انحدار لا رجوع فيه، ما يحدث في الصين يحدث أيضًا بسرعات متفاوتة في معظم البلدان، حيث ينتقل العالم من معدلات الخصوبة المرتفعة إلى المنخفضة.
وأضاف: بقدر ما كان شيخوخة الصين وتقلصها في نهاية المطاف حتمية ديموغرافية لأنها أصبحت أكثر ثراءً وحداثة، فإن السرعة الخاصة التي يحدث بها هذا التحول، والتحديات الخاصة التي ستظهر هذه الوتيرة، هي من فعل بكين.
رد فعل صيني
ويقول الكاتب بريان: في عام 2015، فعلت الحكومة الصينية شيئًا لم تفعله قَطُّ تقريبًا، إذ اعترفت بأنها ارتكبت خطأ، على الأقل بشكل ضمني.
وتابع: أعلن الحزب الشيوعي الحاكم أنه أنهى سياسته التاريخية والقسرية الخاصة بالطفل الواحد، مما يسمح لجميع المتزوجين بإنجاب ما يصل إلى طفلين.
وأوضح أن رد فعل الشعب الصيني لم يكن بإنجاب المزيد من الأطفال، مضيفًا: انخفض إجمالي المواليد في البلاد الآن لمدة 6 سنوات متتالية، وتوصلت توقعات للأمم المتحدة إلى أنه بحلول نهاية القرن، سينخفض إجمالي عدد سكان البلاد إلى أقل من 800 مليون شخص، وهو مستوى لم يصل إليه.
انخفاض سكان #الصين.. كيف سيغير شكل العالم؟ https://t.co/fROTf6o9vL pic.twitter.com/hCQ62Tj3Ks— صحيفة اليوم (@alyaum) January 17, 2023
شيخوخة السكان
مضى بريان يقول: ستحتاج كل دولة متقدمة تقريبًا، بما في ذلك الولايات المتحدة إلى حد كبير ، إلى مواجهة آثار شيخوخة السكان، لكن الصين تواجه تحديات خاصة.
واستطرد: على الرغم من قوتها وثروتها الإجمالية - فهي وفقًا لمعظم الحسابات ثاني أكبر اقتصاد في العالم - على أساس نصيب الفرد، لا تزال دولة متوسطة الدخل في أحسن الأحوال.
وأشار في الختام إلى أن الصين يمكن أن تتقدم في السن قبل أن تصبح غنية، وإذا لم تستطع بكين النمو بشكل أسرع، فإن كبار السن سيتحملون العبء الأكبر من التكلفة.
