هياء صالح المعيدي، فتاة تعشق البساطة، استطاعت بصمت الخروج بحكايات وقصص من نسج أناملها. جعلت من السنارة قلمًا تكتب به طموحها، ومن الخيوط آمالا تنسج منها بيوتًا للمستقبل تحلم بجعل الكروشيه صناعتها الأولى.
تقول المعيدي: لم يكن شغف الآخرين بالـ "سوشال ميديا" يبهرني كثيرًا، إذ كنت أبحث عن شيء أحتاج إليه، وأضع فيه طاقتي وابتكاراتي، إلا أن التكنولوجيا طغت على حياتنا رغمًا عنا، وأصبحنا معها مجبرين أن نأخذ ما يفيدنا وينفعنا.
وتضيف: بالفعل استطعت من خلال مواقع على الإنترنت تعلم الكروشيه، حتى تمكنت من صناعته، كما تعلمت قبل خمس سنوات وتمكنت مع إضافة ذوقي ولمساتي باختيار الألوان والأحجام، وعمل التقاطعات على التصاميم.
وتقول: تطورت في عمل الملابس والدمى والمفارش والحقائب، والعديد من الأشكال والأصناف لعديد من الاحتياجات والاستعمالات.
سنارة وخيوط وأفكار
عن أدواتها تقول المعيدي: الأدوات سنارتان وخيوط صوف وأفكار مختزلة في رأسي، أترجمها على الواقع.
وأضافت: ولله الحمد استطعت أن أثبت نفسي بصناعتي اليدوية، وبلا صعاب ولا معوقات أمام الجد والسعي والطموح، إذ أحلم بتطوير الكروشيه، وأن أتطور في الخياطة والتطريز ليكون لي بصمتي الخاصة.
وتابعت: الكروشيه نوع من أنواع الحياكة، وهو عبارة عن لف الخيط بالإبر الصغيرة، له إبرة خاصة لها شكل معكوف نسميها عادة بالسنارة، وتتنوع الخامات المستخدمة منها الصوف والقطن والحرير وغيرها، هذا بالتأكيد بخلاف الخامات الصناعية، تستخدم هذه التقنية في صناعة الأغطية والملابس والمكملات المنزلية التي لا حصر لها.
وأوضحت أن للكروشيه أنواعًا متعددة، ولا يقتصر على نوع واحد، وأنواعه هي: الكروشيه التونسي والكروشيه الفيليه، والكروشيه الروسي.
غرزة واحدة نشطة
استطردت المعيدي أن بعضهم يخلط بين الكورشيه والتريكو، ولكن هناك فرقًا وهي أن الكروشيه يستخدم إبرة واحدة بينما تستخدم معظم أشغال التريكو إبرتين؛ لأن في الكروشيه يكون لدى الحرفي غرزة واحدة فقط نشطة على الإبرة، بينما شاغل التريكو يحتفظ بصف كامل من الغرز نشط في نفس الوقت.
وتحدثت عن فوائد هذه الصناعة كونها تساعد في التخلص من التوتر والقلق، ويساعدك على الاسترخاء، ويحسن الحالة المزاجية، وحركة اليدين تساعد في إفراز هرمون الدوبامين، الذي يعمل على تهدئة الجهاز العصبي، ويمنحك الشعور بالسعادة، كما تمنح هذه الصناعة المزيد من التركيز، ويحفز القدرات الإبداعية والقدرة على الخيال والابتكار.
علامة تجارية خاصة
استطردت المعيدي: أتمنى أن يسعفني الوقت لتحقيق طموحي وأحلامي، وأن يكون لي علامة خاصة لصناعة الكروشيه، وأن أسجل كعلامة تجارية خاصة بي، فحكومتنا تولي الفنون اهتمامًا كبيرًا.
وختمت: أتمنى أن تحظى الصناعات اليدوية الكورشيه والتريكو، وغيرها بالاهتمام، وأن تدعم ماديا من الجهات المختصة، مثلما للرسم والفن التشكيلي معارض وصالات عرض، حتى تظهر وتتطور، وأن لا تكون على هامش المشاركات في العديد من المحافل، فالصناعات اليدوية ترتقي بالفنون وتحتاج إلى الاحتضان حتى تزهر.